قوله (إذا أحسن أعماله) المراد بإحسانها الإتيان بها على الوجه المطلوب تقربا إلى الله تعالى خالصا لوجهه فلو ترك شيئا من الوجوه المطلوبة أو قصد بها الرياء والسمعة فقد أبطل عمله فلا يكون له قدر فضلا أن يترتب عليه الزيادة.
قوله (وأمسك من لسانه) بأن لا يقول شيئا يوجب وثوب الأعداء على الأولياء وزيادة «من» لبيان أن المطلوب حينئذ هو الإمساك عن بعض الكلام دون الجميع وهو الكلام الموجب للضرر في الدين والدنيا.
قوله (أضعافا مضاعفة) في المغرب: إذا قال لفلان علي دراهم مضاعفة فعليه ستة دراهم فإن قال أضعافا مضاعفة فله عليه ثمانية عشر لأن أضعاف الثلاثة ثلاثة ثلاث مرات ثم أضعفناها مرة أخرى لقوله مضاعفة: أقول: ثم اتسع لزيادة غير محصورة في عدد.
قوله (ان الله عز وجل كريم) أشار بذلك إلى سبب تلك الزيادة وهو الكرم لأن الكريم هو الذي يعطي المستحق من غير نظر إلى قدر ما يستحقه.
قوله (قد والله رغبتني) أي قد أقسم والله رغبتني، أوقد رغبتني والله رغبتني فحذف لوجود المفسر، أو في الكلام تقديم وتأخير أي قد رغبتني والله في العمل.
قوله (ولكن أحب أن أعلم) يريد إني علمت مما ذكرت أن أعمالنا أفضل من أعمال أصحاب المهدي صلوات الله عليه بعد ظهوره وظهور دولة الحق ولكن أحب أن أعلم سبب تلك الأفضلية والحال إنا وإياهم على دين واحد، وهذا يقتضي التساوي بيننا وبينهم؟ فذكر (عليه السلام) من أسباب الأفضلية. ثمانية أمور: الأول: سبقكم إلى الإيمان بالله وبرسوله والدخول في دين الله تعالى والإقرار به، الثاني: سبقكم إلى العمل بالأحكام مثل الصلاة والصوم والحج وغيرها من الخيرات، الثالث:
عبادتكم سرا مع الإمام المستتر وطاعته كذلك خوفا من الأعداء، الرابع: صبركم مع الإمام المستتر في الشدائد. الخامس: انتظاركم لظهور دولة الحق وهو عبادة، السادس: خوفكم على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة وتغلبهم، السابع: نظركم نظر تأسف وتحسر إلى حق إمامكم وهو الإمامة والفيء وحقوقكم التي هي الأموال في أيدي الظلمة الغاصبين الذين منعوكم عن التصرف فيها واضطروكم إلى حرث الدنيا وكسبها وطلب المعاش من وجوه شاقة، الثامن: صبركم مع تلك البلايا والمصائب على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم قتلا وأسرا ونهبا وعرضا وليس لأصحاب المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره شيء من هذه الأمور فلذلك ضاعف الله تعالى لكم الأعمال.
قوله (فهنيئا لكم) أي فيكون ما أعطاكم الرب من مضاعفة الأعمال هنيئا لكم، وكل أمر يأتيك