سفير منهم.
قوله (أحمد بن إسحاق) هو أحد المذكورين سابقا.
قوله (فغمزني أحمد بن إسحاق) الغمز العصر والكبس باليد والإشارة كالرمز بالعين أو الحاجب أو اليد يقال: غمزت الشيء بيدي وغمزته بعيني.
قوله (رفعت الحجة وأغلق باب التوبة) المراد بالحجة القرآن وصاحب الزمان (عليه السلام) وظاهر قوله «أغلق باب التوبة» وظاهر الآية يشعران بسقوط التكليف في ذلك الزمان، وظاهر قوله «فاولئك شرار من خلق الله» يشعر ببقائه، ولم يحضرني من الأخبار ما يدل على أحدهما ويمكن أن يرجح الأول بما دل من الأخبار على أنه «لو بقي في الأرض اثنان لكان أحدهما الحجة» وعلى أنه «لو بقيت الأرض بغير حجة لساخت» بتخصيص هذه الأخبار بزمان التكليف وبذلك يندفع التنافي بينها وبين هذا القول، ويمكن رفع التنافي أيضا بتخصيصها بغير الأربعين وإن وقع التكليف في الأربعين أيضا لعدم الاعتداد به، ولكنه بعيد جدا فليتأمل.
قوله (فلم يكن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) «إيمانها» فاعل «ينفع» ولم تكن آمنت» صفة لنفسا، و «أو كسبت» عطف على «آمنت» يعني إذا تحققت هذه الآية التي هي من آيات قيام القيامة أعني رفع الحجة وسد باب التوبة لا ينفع الإيمان حينئذ نفسا لم تؤمن قبل هذه الآية أو آمنت ولم تكسب في إيمانها خيرا من قبل لأن هذا الزمان لما كان من مقدمات يوم القيامة كان حكمه حكم يوم القيامة في أنه لا ينفع الإيمان والعمل فيه وهذا حجة لمن ذهب إلى أن الإيمان المجرد عن العمل لا ينفع، وأما من ذهب إلى أنه ينفع فهو إما أن يخصص عدم النفع بذلك الزمان أو يجعل العطف على «لم تكن آمنت» ليصير المعنى لا ينفع الإيمان حينئذ نفسا كسبت في إيمانها خيرا فكيف إذ لم يكسبه.
قوله (فأولئك شرار من خلق الله) أي أولئك الذين بقوا في الأرض بعد رفع الحجة منه وسد باب التوبة عليهم شرار من خلق الله لفقد الخير فيهم، ولابد من تخصيصهم بمن لم يؤمن ولم يعمل خيرا قبل الرفع والسد، والشرار بالكسر خلاف الخيار.
قوله (تقوم عليهم القيامة) بعد إماتتهم جميعا.
قوله (ولكني أحببت أن أزداد يقينا) اليقين هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع وله درجات متفاوتة ومراتب متباعدة يحصل بسبب التفاوت في رفع المزاحمات الخيالية والتوهمات الوهمية التي لا تقدح في أصل اليقين حتى يبلغ إلى مرتبة عين اليقين، وإليه يشير قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» ولو لم يكن اليقين متفاوتا لما كان بينه (عليه السلام) وبين غيره في ذلك