وتجاوزه عن الحد.
قوله (لا يبدأني منه سوء) بدء كل شيء أوله وابتداؤه، يعني لا يصلني ابتداء منه سوء وهو القتل ولا من الذي بعده وهو موسى بن المهدي، وقد قتله بعده هارون الرشيد بالسم وهذا من دلائل إمامته إذ أخبر بما يكون وقد وقع كما أخبر.
قوله (قال: قلت: وما يكون) سأل السائل عن مآل حاله مع الطواغيت فأشار (عليه السلام) إلى أنه القتل بقوله: «يضل الله الظالمين» أي يتركهم مع أنفسهم الطاغية حتى يقتلوا نفسا معصومة ولم يمنعهم جبرا وهذا معنى إضلالهم وإلى أنه ينصب مقامه إماما آخر بقوله: «ويفعل الله ما يشاء» ولما كان هذا الفعل مجملا بحسب الدلالة والخصوصية سأل السائل عنه بقوله: «وما ذاك» يعني وما ذاك الفعل؟
فأجاب (عليه السلام): بأنه نصب ابني علي للإمامة والخلافة ومن ظلم ابني هذا حقه وجحده إمامته كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه وجحده إمامته وذلك لأن من أنكر الإمام الآخر لم يؤمن بالإمام الأول ولأنهما صراط الحق فالتارك لأحدهما كان كالتارك للآخر في الخروج عنه قطعا.