بمعنى علمته وكثيرا ما تطلق المعرفة على العلم بالجزئيات والعلم على العلم بالكليات ولعل المقصود أنه علم حقائق هذه الأمور وأبوابها وتفاصيلها كما هي.
قوله (من أمر دينهم ودنياهم) متعلق بكلا الموصولين.
قوله (وفيه حسن الخلق) وهو أصل عظيم من أصول الرئاسة، واختلف العلماء في تعريفه فقيل: هو بسط الوجه وكف الأذى وبذل الندى، وقيل: هو كيفية يمنع صاحبها من أن يظلم ويمنع ويجفو أحدا وإن ظلم غفر وإن منع شكر وإن ابتلي صبر، وقيل: هو صدق التحمل وترك التجمل وحب الآخرة وبغض الدنيا، وقيل غير ذلك.
قوله (وحسن الجواب) وهو من دلائل كمال العقل والعلم لأن لسان العاقل العالم تابع لعقله وعلمه فيجيب إذا سئل بما يقتضيه العقل ويناسب المقام ويقول ما يناسب العلم بأحسن العبارة وأفصح الكلام.
قوله (وهو باب من أبواب الله عزوجل) المراد بأبواب الله تعالى الأئمة المعصومون (عليهم السلام) لأنهم أبواب للعلم الإلهي وأسراره كما قال (صلى الله عليه وآله): «أنا مدينة العلم وعلي بابها» فمن طلب العلم والحكمة وأسرار الشريعة وجب عليه أن يرجع إليهم ويتمسك بذيل طاعتهم، أو أبواب للجنة كما ورد أنه «لا يدخل الجنة أحد إلا بحب علي وأولاده الطاهرين. وإن عليا قسيم الجنة» وإطلاق الباب على ما ذكر من باب الاستعارة.
قوله (وفيه أخرى خير من هذا كله) أي وفيه صفة أخرى خير من جميع ما ذكر لأنها منشأ لرفاهية الخلق ووصول النفع إليهم وهي خير الخصال وأفضلها.
قوله (يخرج الله تعالى منه غوث هذه الأمة وغياثها) ضمير منه راجع إلى أبي إبراهيم (عليه السلام) والغوث پناه والغياث بالكسر پناه دهنده والأول اسم من غوث الرجل والثاني من أغاثه وكذلك كان الرضا (عليه السلام) فإن العلوية وغيرهم من الشيعة كانوا مستريحين في كهف رأفته معلنين لمذهبهم في ظل إغاثته (عليه السلام).
قوله (وعلمها ونورها وفضلها وحكمتها) يمكن أن يراد بهذه الأربعة الرضا (عليه السلام) على سبيل المبالغة لأنه لما كان مبدأ هذه الأمور ومظهرها في الأمة كان كأنه نفسها وأن يراد بالعلم والفضل والحكمة حقائقها وبالنور ظهور هذه الثلاثة لحسن اهتمامه بين الموافق والمخالف كظهور النور.
قوله (وخير ناشئ) نشأ الغلام نشأ إذا شب وأيفع فهو ناشئ وهو الحدث الذي جاوز حد الصغر وارتفع عن حد الصبا وقرب من الإدراك من قولهم: نشأ السحاب إذا ارتفع.
قوله (يحقن الله تعالى به الدماء) يقال: حقنت له دمه من باب نصر إذا منعت من قتله وإراقته