أي جمعه له وحبسه عليه من حقن اللبن إذا جمعه في السقاء.
قوله (ويصلح به ذات البين) أي الحال التي بين الرجل وأهله أو ما بين الرجلين أو القبيلتين والمراد ههنا ما بين المسلمين، والبين الوصل كما قال الله تعالى (لقد تقطع بينكم).
قوله (ويلم به الشعث) الشعث بالتحريك انتشار الأمر، واللم الجمع والإصلاح، تقول: لممت الشيء ألمه من باب نصر إذا جمعته وأصلحته والمقصود ههنا أن الله تعالى يصلح ويجمع بسببه ما تفرق من أمور المسلمين.
قوله (ويشعب به الصدع) الشعب بالفتح والسكون الصدع والتفريق في الشيء وجمعه واصلاحه أيضا، تقول: شعبت الشيء فرقته وصدعته وشعبته جمعته وأصلحته وتقول: تفرق شعبهم إذا تفرقوا بعد الاجتماع والتأم شعبهم إذا اجتمعوا بعد التفرق فهو من الأضداد والمراد هنا المعنى الثاني.
قوله (ويشبع به الجائع) الشبع بكسر الشين وفتح الباء: نقيض الجوع وبسكون الباء اسم ما أشبعك من شيء تقول شبعت خبزا ولحما ومن لحم وخبز شبعا وهو من مصادر الطبائع وأشبعته من الجوع إذا أطعمته ما يكفيه ويرفع جوعه.
قوله (وخير كهل) الكهل من الرجال من انتهى شبابه، قيل: هو من زاد على الأربعين، وقيل: من زاد على ثلاثين إلى الأربعين، وقيل: من زاد على ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين، وقد اكتهل الرجل وكاهل إذا بلغ الكهولة فصار كهلا. ويحتمل أن يراد بالكهل ههنا الحليم الحكيم العاقل من باب الكناية.
قوله (قوله حكم) أي كلام نافع يمنع من الجهل والسفه ومنهي عنهما لاشتماله على المواعظ والأمثال والنصائح والأحكام التي ينتفع بها الناس في الدنيا والآخرة والحكم العلم والفقه والقضاء بالعدل وهو مصدر حكم يحكم.
قوله (وصمته علم) الصمت بالفتح والسكون السكوت يقال: صمت يصمت من باب نصر إذا سكت، والحمل على سبيل المبالغة لأن الصمت سبب للعلم بالتفكر في الله وأسراره التي لا تتناهى ومسبب عنه أيضا لأن العالم يتكلم بما يعنيه ويسكت عما لا يعنيه.
قوله (ويسود عشيرته) سيد القوم من وجب عليهم الرجوع إليه في القول والفعل، ساد قومه ويسودهم سيادة وسوددا وسيدودة فهو سيدهم وهم سادة تقديره فعله بالتحريك لأن تقدير سيد فعيل، وعشيرة الرجل طائفة يعاشرونه ويعاشرهم وهي فعيلة بمعنى مفاعلة من العشرة وهي الصحبة.