من زوال الشمس إلى الليل وهذا كناية عن قربه ووروده من غير اختيار وقد يستعمل يغدا ويراح للذهاب في مطلق الزمان والظاهر أن الفعلين مجهولان من باب الإفعال لأن غدا يغدو غدوا وراح يروح رواحا لازمان بخلاف أغداه وأراحه فإنهما متعديان بمعنى إذهابه في هذين الوقتين.
قوله (وهو يومئذ خماسي) قيل: يعني كان له خمس سنين وفي القاموس والنهاية: غلام خماسي طوله خمسة أشبار، وفي النهاية والأنثى خماسية ولا يقال سداسي ولا سباعي ولا في غير الخمسة.
قوله (وعبد الله بن جعفر جالس معنا) هو عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) كان أكبر اخوته بعد إسماعيل ولم تكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام، وكان متهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد، ويقال: إنه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذهب المرجئة وادعى بعد أبيه الإمامة واحتج بأنه أكبر اخوته الباقين فاتبعه جماعة ثم رجع أكثرهم إلى القول بإمامة أخيه موسى (عليه السلام) لما تبينوا ضعف دعواه وقوة أمر أبي الحسن (عليه السلام) ودلالة حقيته وبراهين إمامته وأقام نفر يسير منهم على إمامة عبد الله وهم الملقبة بالفطحية لأن عبد الله كان أفطح الرجلين، أو لأن داعيهم إلى الإمامة رجل يقال له عبد الله بن أفطح، كذا نقله بعض أصحاب الرجال عن المفيد في إرشاده.
* الأصل:
7 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن كان كون - ولا أراني الله ذلك - فبمن أئتم؟ قال: فأومأ إلى ابنه موسى، قلت: فإن حدث بموسى (عليه السلام) حدث فبمن أئتم؟ قال: بولده، قلت: فإن حدث بولده حدث وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال:
بولده، ثم قال: هكذا أبدا، قلت: فإن لم أعرفه ولا أعرف موضعه؟ قال: تقول: اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي، فإن ذلك يجزيك إن شاء الله.
* الشرح:
قوله (إن كان كون) أي وجد حادث وهو موته (عليه السلام).
قوله (فإن ذلك يجزيك) وبذلك يخرج عما روي من أنه «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» وفيه دلالة واضحة على أن الإيمان على سبيل الإجمال بما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) مع عدم العلم بتفاصيله كاف ثم يجب الإيمان به على الخصوص بعد التفصيل وتحصيله وهو الحق الذي لا ريب فيه لئلا يفوت الايمان، ولا يترك الميسور بالمعسور ولا يلزم طلب المحال، والحوالة على المشيئة من باب التبرك.