57 - باب ذكر ما كلم به الرضا عليه السلام يحيى بن الضحاك السمرقندي في الإمامة عند المأمون 1 - حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: يحكى عن الرضا عليه السلام خبر مختلف الألفاظ لم تقع لي روايته باسناد اعمل عليه وقد اختلفت ألفاظ من رواه إلا أني سأتي به وبمعانيه وأن اختلفت ألفاظه كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا عليه السلام وأن يعلوه المحتج وأن أظهر غير ذلك فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون فدس إليهم أن ناظروه في الإمامة فقال لهم الرضا عليه السلام: اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه فرضوا برجل يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي ولم يكن بخراسان مثله فقال له الرضا عليه السلام: يا يحيى سل عما شئت فقال: نتكلم في الإمامة كيف ادعيت لمن لم يؤم وتركت أم ووقع الرضا به؟ فقال له: يا يحيى أخبرني عمن صدق كاذبا على نفسه أو كذب صادقا على نفسه أيكون محقا مصيبا مبطلا مخطيا؟ فسكت يحيى فقال له المأمون: أجبه فقال: يعفيني أمير المؤمنين من جوابه فقال المأمون: يا أبا الحسن عرفنا الغرض في هذه المسألة فقال: لا بد ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا؟ فإن زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذاب وإن زعم أنهم صدقوا فقد قال أولهم: وليتكم ولست بخيركم وقال تاليه كانت بيعته فلته فمن عاد لمثلها فاقتلوه فوالله ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل فمن لم يكن بخير الناس والخيرية لا تقع إلا بنعوت منها العلم ومنها
(٢٥٥)