السيئات ويبدلها حسنات إنه كان يمر مرة في طريق عرض له مؤمن قد انكشفت عورته وهو لا يشعر، فسترها عليه ولم يخبره مخافة أن يخجل، ثم أن ذلك المؤمن عرفه في مهواه (1) فقال له: أجزل الله لك الثواب وأكرم لك المآب ولا ناقشك في الحساب فاستجاب الله له فيه فهذا العبد لا يختم الله له إلا بخير بدعاء ذلك المؤمن، فاتصل قول رسول الله (ص) بهذا الرجل فتاب وأناب وأقبل على طاعة الله عز وجل فلم يأت سبعة أيام حتى أغير على سرح (2) المدينة فوجه رسول الله (ص) في أثرهم جماعة ذلك الرجل أحدهم فاستشهد فيهم قال: الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السلام:
وعظم الله تبارك وتعالى البركة في البلاد بدعاء الرضا عليه السلام وقد كان للمأمون من يريد أن يكون هو ولي عهده من دون الرضا عليه السلام وحساد كانوا بحضرة المأمون للرضا عليه السلام فقال للمأمون بعض أولئك يا أمير المؤمنين أعيذك بالله أن تكون تاريخ الخلفاء في اخراجك هذا الشرف العميم والفخر العظيم من بيت ولد العباس إلى بيت ولد علي لقد أعنت على نفسك وأهلك جئت بهذا الساحر ولد السحرة وقد كان خاملا فأظهرته ومتضعا فرفعته ومنسيا فذكرت به ومستخفا فنوهت به (3) قد ملا الدنيا مخرقة وتشوقا (4) بهذا المطر الوارد عند دعائه ما أخوفني أن يخرج هذا الرجل هذا الامر عن ولد العباس إلى ولد علي؟ بل ما أخوفني أن يتوصل بسحره إلى إزالة نعمتك والتواثب على مملكتك هل جنى أحد على نفسه وملكه مثل جنايتك؟ فقال المأمون: كان هذا الرجل مستترا عنا يدعو إلى نفسه فأردنا أن نجعله ولي عهدنا ليكون دعاؤه لنا وليعترف بالملك والخلافة لنا، وليعتقد فيه المفتونون به أنه ليس مما ادعى في قليل ولا في كثير وأن هذا الامر لنا دونه وقد خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن ينفتق علينا منه ما لا نسده ويأتي علينا منه ما لا