ذكر فيه حديث عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن رافع بن سنان ثم قال (رافع جد عبد الحميد) - قلت - هو جد جده لأنه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع كذا ساق نسبه ابن عبد البر وصاحب الكمال وغيرهما واخرج الدارقطني هذا الحديث ولفظه عن عبد الحميد حدثني أبي عن جد أبيه رافع وفى هذا الحديث أشياء - أولها - ان عبد الحميد متكلم فيه كان يحيى القطان يضعفه وكان الثوري يحمل عليه ويضعفه كذا في الضعفاء لابن الجوزي - ثانيها - انه مضطرب الاسناد والمتن قال ابن القطان ورويت القصة من طريق عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده ان أبويه اختصما فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما مسلم والآخر كافر فخيره فتوجه إلى الكافر فقال اللهم اهده فتوجه إلى المؤمن فقضى له به هكذا ذكره أبو بكر بن أبي شيبة عن إسماعيل بن إبراهيم هو ابن علية عن عثمان البتي وكذا رواه يعقوب الدورقي عن إسماعيل أيضا ورواه يزيد بن زريع عن عثمان البتي فقال فيه عبد الحميد بن يزيد بن سلمة ان جده أسلم وأبت امرأته ان تسلم وبينهما ولد صغير فذكر مثله رواه عن يزيد بن زريع يحيى بن عبد الحميد الحماني من رواية ابن أبي خيثمة عنه نقلت جميعها من كتاب قاسم بن الأصبغ الا ان هذه القصة هكذا يجعل المخير غلاما وجد عبد الحميد بن يزيد بن سلمة (1) وعبد الحميد وأبوه وجده لا يعرفون انتهى كلامه - وفى مصنف عبد الرزاق انا الثوري عن عثمان البتي عن عبد الحميد الأنصاري عن أبيه عن جده ان جده أسلم وأبت امرأته ان تسلم فجاء بابن له صغير لم يبلغ فأجلس النبي صلى الله عليه وسلم الأب ههنا والام ههنا ثم خيره وقال اللهم اهده فذهب إلى أبيه وكذا في مسند أحمد وسنن النسائي انه جاء بابن صغير - وذكر ابن الجوزي في جامع المسانيد أن رواية من روى أنه كان غلاما أصح - وذكر الطحاوي هذا الحديث من وجه آخر وفيه انه عليه السلام قال لهما هل لكما ان تخيراه فقالا نعم ففيه ان التخيير كان باختيارهما - ثالثها - ان الشافعي وغيره من العلماء لم يقولوا بظاهر هذا الحديث فان الفطيم لا يطلق على من بلغ سبعا لأنهم كانوا يفطمون لنحو حولين فلا حجة في الحديث في محل النزاع وأيضا لا يصح اثبات التخيير بهذا الحديث على مذهب الشافعي لان التخيير إنما يكون بين شخصين من أهل الحضانة والام ليست من أهل الحضانة عنده لأنها كافرة والأب مسلم فكيف يحتج البيهقي بحديث لا يقول امامه بموجبه -
(٤)