ابن الدحداح إلى ابن أخته ثم ذكر (ان الشافعي أجاب عنه بأنه قتل يوم أحد قبل ان ينزل الفرائض) - قلت - ذكر صاحب الاستيعاب عن الواقدي قال وبعض أصحابنا الرواة للعلم يقولون إن ابن الدحداح برئ من جراحاته ومات على فراشه من جرح اصابه ثم انتقض به مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية ويشهد لهذا القول ما أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي عن جابر بن سمرة قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم بفرس معرور فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ونحن حوله - وقال ابن الجوزي في الكشف لمشكل الصحيحين اختلفت الرواة في موته فقال بعضهم قتل يوم أحد في المعركة وقال آخرون بل جرح وبرئ ومات على فراشه مزجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية وهذا أصبح لهذا الحديث - ثم ذكر البيهقي عن الشافعي قال (وإنما نزلت آية الفرائض فيما يثبت أصحابنا في بنات محمود بن مسلمة) - قلت - لم أجد في شئ مما بأيدينا من كتب الحديث والتفسير وأسباب النزول ان الآية المذكورة نزلت في بنات محمود وإنما المذكور فيها انها نزلت في جابر أو بنتي سعد بن الربيع كما ذكره البيهقي بعد هذا وذكر صاحب التمهيد بسنده إلى جابر ابن عبد الله قال أتت امرأة من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم بابنتي سعد بن الربيع الحديث وفى آخره فنزلت (يوصيكم الله في أولادكم) الآية قال إسحاق بن الطباع وهو أحد رواة الحديث وهذا القول ليس فيه اختلاف - ثم قال البيهقي (وقد قيل إنما نزلت فيه أي في جابر آية الفرائض التي في آخر سورة النساء ونزلت التي في أولها في ابنتي سعد) - قلت - في الصحيحين في حديث جابر فنزلت (يوصيكم الله في أولادكم) - وقد ذكر البيهقي ذلك في أوائل باب من لا يرث من ذوي الأرحام وقد تقدم ان صاحب التمهيد ذكره أيضا في حديث جابر وهو تصريح بنزول الآية التي في
(٢١٦)