305 - ومنهم من قال ألقي في روعه كل ما (1) سن وسنته الحكمة الذي (2) القي في روعه عن الله فكان ما (3) ألقي في روعه سنته (4) 306 - (5) أخبرنا عبد العزيز (6) عن عمرو بن أبي عمرو (7) عن المطلب قال قال رسول الله " إن الروح الأمين قد ألقي في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها فأجملوا في الطلب (8) "
(١) كل ما رسمتا في الأصل كلما وهو رسم معروف للقدماء.
(٢) في ج التي وفي ب للذي وكلاهما مخالف للأصل.
(٣) في ب مما بدل ما وهو مخالف للأصل.
(٤) زيد بحاشية الأصل بعد كلمة سنته: عن الله وهذه الزيادة بخط مخالف لخط الأصل. وقد أدخلت هذه الزيادة في ج.
(٥) هنا في ج زيادة قال الشافعي وليست في الأصل.
(٦) عبد العزيز: هو بان محمد الدراوردي الذي سبق ذكره في هذا الاسناد في رقم ٢٨٩. وقد كتب هنا بحاشية الأصل بخط غير خطه الدراوردي. وقد زيد في اسمه هنا في ب بن محمد وليس ذلك في الأصل. وكتب في ج عبد العزيز بن محمد الدناوردي وهو خطأ سخيف.
(٧) عمرو بفتح العين، وكتب في ج عمر وهو خطأ.
وعمرو بن أبي عمرو: هو مولى المطلب بن حنطب، وهو من شيوخ مالك، تابعي ثقة معروف. وقد كتب فوق اسمه في الأصل بين السطرين مولى المطلب بن حنطب وذلك بخط مخالف لخط الأصل. فأدخله الناسخون في صلب الكلام، وبذلك جاء في النسخ المطبوعة، الا ان ب جاء فيها مولى المطلب عن المطلب بن حنطب و ج جاء فيها مولى المطلب بن حنطب قال: قال رسول الله فاسقط من الاسناد شيخ عمرو، وكل ذلك مخالف للأصل، وبعضه خطأ واضح.
(٨) جاء هذا الحديث في النسخ الثلاث المطبوعة هكذا: ما تركت شيئا مما أمركم الله به الا وقد أمرتكم به، ولا تركت شيئا مما نهاكم الله عنه الا وقد نهيتكم عنه. الا وان الروح الأمين الخ. وهذه الزيادة هي نفس الحديث الذي مضى برقم ٢٨٩ جمعت مع الحديث الذي هنا، وجمع بينهما بكلمة الا ثم واو العطف. واسناد الحديثين واحد، وقد يكون الشافعي رواهما في موضع آخر حديثا واحدا، كما جمعهما أبو العباس الأصم في مسند الشافعي ص ٨٠ من طبعة شركة المطبوعات العلمية وص ٢٠٣ من هامش الجزء السادس من الام ولكنه لم يروهما في كتاب الرسالة الا حديثين مفرقين في موضعين، وان كان اسنادهما واحدا.
ولكن جاء بعض القارئين في أصل الربيع وزاد هذه الزيادة في هذا الموضع في حاشيته بخط آخر جديد، وضاع بعض كلماتها من تأكل أطراف الورق.
والكلام على هذين الحديثين يستتبع الكلام على متنيهما وعلى اسنادهما: وقد قال أبو السعادات بن الأثير في شرحه على مسند الشافعي وهو مخطوط بدار الكتب المصرية بعد أن نقلهما عن المسند حديثا واحدا: هذا حديث مشهور دائر بين العلماء، واعرف فيه زيادة لم أجدها في المسند، وهي الا فاتقوا الله قبل قوله فأجملوا في الطلب وهذا الحديث أخرجه الشافعي في أول كتاب الرسالة، مستدلا به على العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يتضمنه القرآن.
وقد جاء في معنى الحديثين حديث عن الحسن بن علي قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر يوم غزوة تبوك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
يا أيها الناس اني ما آمركم الا ما أمركم به الله، ولا أنهاكم الا عن ما نهاكم الله عنه، فأجملوا في الطلب، فوالذي نفس أبي القاسم بيده ان أحدكم ليطلبه رزقه كما يطلبه اجله، فان تعسر عليكم منه شئ فاطلبوه بطاعة الله عز وجل) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٤: ٧١ - ٧٢ وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي، ضعفه أبو حاتم. وعبد الرحمن هذا ليس ضعيفا بمرة، بل ذكره ابن حبان في الثقات، كما نقل ابن حجر في لسان الميزان. وكذلك نسب المنذري حديث الحسن هذا للطبراني في الكبير، في الترغيب ٣: ٨.
وجاء أيضا عن ابن مسعود: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من عمل يقرب إلى الجنة الا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرب إلى النار الا قد نهيتكم عنه. لا يستبطئن أحد منكم رزقه، ان جبريل القى في روعي ان أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه. فاتقوا الله، أيها الناس وأجملوا في الطلب، فان استبطأ أحدكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله، فان الله لا ينال فضله بمعصية). رواه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٤ وذكره المنذري في الترغيب ٣: ٧ ونسبه للحاكم فقط.
ومعنى الحديثين مشهور كما قال ابن الأثير، بل هو من المعلوم من الدين بالضرورة، وقد جاء في معنى الحديث الأول منهما، وهو رقم ٢٨٩: أحاديث كثيرة، لا تحضرني الان.
وجاء في معنى الحديث الثاني أيضا أحاديث أخر:
منها حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فان نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وان أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب: خذوا ما حل، ودعوا ما حرم.
رواه ابن ماجة ج ٢ ص ٣ ورواه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٤ وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، ونقله المنذري في الترغيب ٣: ٧ ونقل تصحيح الحاكم له.
ومنها حديث جابر أيضا: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر زرق هو له، فأجملوا في الطلب: اخذ الحلال، وترك الحرام.
رواه الحاكم في المستدرك ٢: ٤ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، ونقله المنذري في الترغيب ٣: ٧ ونقل تصحيح الحاكم إياه، ونسبه أيضا لابن حبان في صحيحه.
ومنها حديث أبي حميد الساعدي، رواه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٣ عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم عن الربيع بن سليمان - صاحب الشافعي وكاتب الرسالة -: (حدثنا عبد الله بن وهب أنبأنا سليمان بن بلال حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي حميد الساعدي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أجملوا في طلب الدنيا، فان كلا ميسر لما كتب له منها). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، ونقله المنذري في الترغيب 3: 7 ونقل تصحيح الحاكم إياه، ورواه ابن ماجة ج 2 ص 3 من طريق إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، بلفظ: أجملوا في طلب الدنيا، فان كلا ميسر لما خلق له. وقال ابن ماجة: هذا حديث غريب، تفرد به إسماعيل ونقل شارحه السندي عن الزوائد قال: في اسناده إسماعيل بن عياش، يدلس، ورواه بالعنعنة، وروايته عن غير أهل بلده ضعيفة. وقد ظهر من اسناد الحاكم ان الحديث صحيح، وان إسماعيل لم ينفرد به كما زعن ابن ماجة، والظاهر أنه