الرسالة - الإمام الشافعي - الصفحة ٩٣
305 - ومنهم من قال ألقي في روعه كل ما (1) سن وسنته الحكمة الذي (2) القي في روعه عن الله فكان ما (3) ألقي في روعه سنته (4) 306 - (5) أخبرنا عبد العزيز (6) عن عمرو بن أبي عمرو (7) عن المطلب قال قال رسول الله " إن الروح الأمين قد ألقي في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها فأجملوا في الطلب (8) "

(١) كل ما رسمتا في الأصل كلما وهو رسم معروف للقدماء.
(٢) في ج التي وفي ب للذي وكلاهما مخالف للأصل.
(٣) في ب مما بدل ما وهو مخالف للأصل.
(٤) زيد بحاشية الأصل بعد كلمة سنته: عن الله وهذه الزيادة بخط مخالف لخط الأصل. وقد أدخلت هذه الزيادة في ج.
(٥) هنا في ج زيادة قال الشافعي وليست في الأصل.
(٦) عبد العزيز: هو بان محمد الدراوردي الذي سبق ذكره في هذا الاسناد في رقم ٢٨٩. وقد كتب هنا بحاشية الأصل بخط غير خطه الدراوردي. وقد زيد في اسمه هنا في ب بن محمد وليس ذلك في الأصل. وكتب في ج عبد العزيز بن محمد الدناوردي وهو خطأ سخيف.
(٧) عمرو بفتح العين، وكتب في ج عمر وهو خطأ.
وعمرو بن أبي عمرو: هو مولى المطلب بن حنطب، وهو من شيوخ مالك، تابعي ثقة معروف. وقد كتب فوق اسمه في الأصل بين السطرين مولى المطلب بن حنطب وذلك بخط مخالف لخط الأصل. فأدخله الناسخون في صلب الكلام، وبذلك جاء في النسخ المطبوعة، الا ان ب جاء فيها مولى المطلب عن المطلب بن حنطب و ج جاء فيها مولى المطلب بن حنطب قال: قال رسول الله فاسقط من الاسناد شيخ عمرو، وكل ذلك مخالف للأصل، وبعضه خطأ واضح.
(٨) جاء هذا الحديث في النسخ الثلاث المطبوعة هكذا: ما تركت شيئا مما أمركم الله به الا وقد أمرتكم به، ولا تركت شيئا مما نهاكم الله عنه الا وقد نهيتكم عنه. الا وان الروح الأمين الخ. وهذه الزيادة هي نفس الحديث الذي مضى برقم ٢٨٩ جمعت مع الحديث الذي هنا، وجمع بينهما بكلمة الا ثم واو العطف. واسناد الحديثين واحد، وقد يكون الشافعي رواهما في موضع آخر حديثا واحدا، كما جمعهما أبو العباس الأصم في مسند الشافعي ص ٨٠ من طبعة شركة المطبوعات العلمية وص ٢٠٣ من هامش الجزء السادس من الام ولكنه لم يروهما في كتاب الرسالة الا حديثين مفرقين في موضعين، وان كان اسنادهما واحدا.
ولكن جاء بعض القارئين في أصل الربيع وزاد هذه الزيادة في هذا الموضع في حاشيته بخط آخر جديد، وضاع بعض كلماتها من تأكل أطراف الورق.
والكلام على هذين الحديثين يستتبع الكلام على متنيهما وعلى اسنادهما: وقد قال أبو السعادات بن الأثير في شرحه على مسند الشافعي وهو مخطوط بدار الكتب المصرية بعد أن نقلهما عن المسند حديثا واحدا: هذا حديث مشهور دائر بين العلماء، واعرف فيه زيادة لم أجدها في المسند، وهي الا فاتقوا الله قبل قوله فأجملوا في الطلب وهذا الحديث أخرجه الشافعي في أول كتاب الرسالة، مستدلا به على العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يتضمنه القرآن.
وقد جاء في معنى الحديثين حديث عن الحسن بن علي قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر يوم غزوة تبوك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
يا أيها الناس اني ما آمركم الا ما أمركم به الله، ولا أنهاكم الا عن ما نهاكم الله عنه، فأجملوا في الطلب، فوالذي نفس أبي القاسم بيده ان أحدكم ليطلبه رزقه كما يطلبه اجله، فان تعسر عليكم منه شئ فاطلبوه بطاعة الله عز وجل) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٤: ٧١ - ٧٢ وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي، ضعفه أبو حاتم. وعبد الرحمن هذا ليس ضعيفا بمرة، بل ذكره ابن حبان في الثقات، كما نقل ابن حجر في لسان الميزان. وكذلك نسب المنذري حديث الحسن هذا للطبراني في الكبير، في الترغيب ٣: ٨.
وجاء أيضا عن ابن مسعود: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من عمل يقرب إلى الجنة الا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرب إلى النار الا قد نهيتكم عنه. لا يستبطئن أحد منكم رزقه، ان جبريل القى في روعي ان أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه. فاتقوا الله، أيها الناس وأجملوا في الطلب، فان استبطأ أحدكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله، فان الله لا ينال فضله بمعصية). رواه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٤ وذكره المنذري في الترغيب ٣: ٧ ونسبه للحاكم فقط.
ومعنى الحديثين مشهور كما قال ابن الأثير، بل هو من المعلوم من الدين بالضرورة، وقد جاء في معنى الحديث الأول منهما، وهو رقم ٢٨٩: أحاديث كثيرة، لا تحضرني الان.
وجاء في معنى الحديث الثاني أيضا أحاديث أخر:
منها حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فان نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وان أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب: خذوا ما حل، ودعوا ما حرم.
رواه ابن ماجة ج ٢ ص ٣ ورواه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٤ وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، ونقله المنذري في الترغيب ٣: ٧ ونقل تصحيح الحاكم له.
ومنها حديث جابر أيضا: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر زرق هو له، فأجملوا في الطلب: اخذ الحلال، وترك الحرام.
رواه الحاكم في المستدرك ٢: ٤ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، ونقله المنذري في الترغيب ٣: ٧ ونقل تصحيح الحاكم إياه، ونسبه أيضا لابن حبان في صحيحه.
ومنها حديث أبي حميد الساعدي، رواه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٣ عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم عن الربيع بن سليمان - صاحب الشافعي وكاتب الرسالة -: (حدثنا عبد الله بن وهب أنبأنا سليمان بن بلال حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي حميد الساعدي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أجملوا في طلب الدنيا، فان كلا ميسر لما كتب له منها). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، ونقله المنذري في الترغيب 3: 7 ونقل تصحيح الحاكم إياه، ورواه ابن ماجة ج 2 ص 3 من طريق إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، بلفظ: أجملوا في طلب الدنيا، فان كلا ميسر لما خلق له. وقال ابن ماجة: هذا حديث غريب، تفرد به إسماعيل ونقل شارحه السندي عن الزوائد قال: في اسناده إسماعيل بن عياش، يدلس، ورواه بالعنعنة، وروايته عن غير أهل بلده ضعيفة. وقد ظهر من اسناد الحاكم ان الحديث صحيح، وان إسماعيل لم ينفرد به كما زعن ابن ماجة، والظاهر أنه
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 93 93 93 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الجزء الأول 5
2 رموز النسخ 6
3 الخطبة 7
4 الصلاة على النبي 16
5 باب كيف البيان 21
6 باب البيان الأول 26
7 باب الثاني 28
8 باب الثالث 31
9 باب الرابع 32
10 باب الخامس 34
11 باب ما نزل من الكتاب عاما يراد به العام ويدخله الخصوص 53
12 باب ما أنزل من الكتاب عام الظاهر وهو يجمع العام والخصوص 56
13 باب بيان ما نزل من الكتاب عام الظاهر يراد به كله الخاص 58
14 باب الصنف الذي يبين سياقه معناه 62
15 باب ما نزل عاما دلت السند خاصة على أنه يراد به الخاص 64
16 بيان فرض الله في كتابه اتباع سنة نبيه 73
17 باب فرض الله طاعة رسول الله مقرونة بطاعة الله ومذكور كورة وحدها 79
18 باب ما أمر الله من طاعة رسول الله 82
19 باب ما أبان الله لخلقه من فرضه على رسوله اتباع ما أوحى إليه وما شهد له به من ابتاع ما أمر به ومن هداه وأنه هاد لمن اتبعه 85
20 ابتداء الناسخ والمنسوخ 106
21 الناسخ والمنسوخ الذي يدل الكتاب على بعضه والسنة على بعضه 113
22 باب فرض الصلاة الذي دل الكتاب ثم السنة على من تزول عنه العذر وعلى من لا تكتب صلاته بالمعصية 117
23 الناسخ (2) والمنسوخ الذي تدل عليه السنة والاجماع 137
24 باب الفرائض التي أنزل الله (1) نصا 147
25 الفرائض المنصوصة التي (6) سن رسول الله معها 161
26 الفرض المنصوص الذي دلت السنة على أنه إنما أراد به الخاص جمل الفرائض 167
27 جمل الفرائض 176
28 في الزكاة 186
29 [في الحج] 197
30 [في العدد (7)] 199
31 [في محرمات النساء] 201
32 الجزء الثاني 204
33 [في محرمات الطعام (3)] 206
34 [فيما تمسك عنه المعتدة من الوفاة (1)] 209
35 باب العلل في الأحاديث 210
36 وجه آخر 245
37 وجه آخر 251
38 وجه آخر من الاختلاف 267
39 اختلاف الرواية على وجه غير الذي قبله 276
40 وجه آخر مما يعد مختلفا وليس عندنا بمختلف 282
41 (3) وجه آخر من الاختلاف 297
42 [في غسل الجمعة (3)] 302
43 النهى (1) عن معنى دل عليه معنى في (2) حديث غيره 307
44 النهى عن معنى أوضح من معنى قبله 313
45 النهى عن معنى يشبه الذي قبله في شئ ويفارقه في شئ غيره 316
46 باب آخر 331
47 وجه يشبه المعنى الذي قبله 335
48 [صفة نهى الله ونهى رسوله] (1) 343
49 [باب العلم] (1) 357
50 [باب خبر الواحد] (3) 369
51 الجزء الثالث 389
52 الحجة في تثبيت خبر الواحد 401
53 [باب الاجماع] (2) 471
54 [القياس] (3) 476
55 [باب الاجتهاد] (1) 487
56 [باب الاستحسان] (4) 503
57 [باب الاختلاف (1)] 560