ولكنه على خلاف قصده أدل، بقرينة تخصيص العنوان بقوله:
(رواة حديثنا) دون العلماء والفقهاء وأهل الذكر ومن نظر في حلالنا وحرامنا وما شابه ذلك، فإن الرواة شأنهم حفظ ما وعوا والافراغ عما استقوا من دون تصرف كمي أو كيفي أو إعمال رأي وهوى.
والذي تواترت به الروايات ونطقت به الأخبار عن النبي وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين - شرحا وإبلاغا لما صرح به القرآن الكريم في قوله: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) -: (صم للرؤية وأفطر للرؤية، وإذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا، وليس على أهل القبلة إلا الرؤية، وليس على المسلمين إلا الرؤية، وإن غم عليكم فعدوا ثلاثين ليلة ثم أفطروا) ونحوها (1).
وعلى فرض تمامية ما ذهب إليه المستدل يمكن أن يقال: إنما يرجع للفقيه فيما كان يرجع فيه إلى الإمام (عليه السلام) في عصر الحضور أو يكون من شؤونه (عليه السلام). ولم يثبت تصدي الأئمة لذلك حتى في عصر أمير المؤمنين (عليه السلام) (2)، مع أن الذي صح عن النبي الأكرم صلى الله عليه