(128) وقال جل ثناؤه ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه.
(129) وقال أيضا قدس سره في كتاب التوحيد ناقلا بسنده المتصل عن أبي عبد الله ع إن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.
(130) ونقل الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب المقالات من كتاب نوادر الحكمة لبعض علمائنا الإمامية أصحاب التوحيد رضي الله عنهم مستندا إلى ليث بن أبي سليم عن ابن عباس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ص لما أسري به إلى السماء السابعة ثم أهبط إلى الأرض يقول لعلي بن أبي طالب ص يا علي! إن الله تعالى كان الله ولا شيء معه. فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله.
فكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الله ونحمده ونهلله. وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض. فلما أراد أن يخلق آدم ع خلقني وإياك من طينة عليين وعجنت بذلك النور وغمسنا في جميع الأنهار وأنهار الجنة. ثم خلق آدم ع واستودع صلبه تلك الطينة والنور. فلما خلقه واستخرج ذريته من ظهره فاستنطقهم وقررهم بربوبيته. فأول ما خلق الله وأتم له بالعدل والتوحيد أنا وأنت والنبيون على قدر منازلهم وقربهم من الله عز وجل في حديث طويل.
(131) فقد ظهر من هذه النقول بعد شهادة البرهان للعقول أن للأرواح كينونة سابقة على عالم الأجسام. والعقول القادسة والأرواح الكلية عندنا باقية ببقاء الله تعالى فضلا عن إبقائه لأنها مستهلكة الذات مطوية الأنوار تحت سطوع نور الجلال لا يرومون النظر إلى ذواتهم خاضعين لله تعالى.
(132) قال سعد بن جبير لم يخلق الله خلقا أعظم من الروح ولو شاء أن يبلع السماوات السبع والأرضين في لقمة لفعل.