وروى الحاكم النيسابوري بسنده أن الإمام علي الرضا نظر إلى رجل فقال له: يا عبد الله أوصي بما تريد، واستعد لما لا بد منه، فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة أيام.
وعن الحسين بن موسى قال: كنا حول أبي الحسن الإمام علي الرضا ونحن شباب من بني هاشم إذ مر علينا جعفر بن علي العلوي وهو رث الهيئة، فنظر بعضنا إلى بعض مستزرين لهيئته. فقال الرضا: سترونه عما قريب كثير المال، كثير الخدم، حسن الهيئة. فما مضى إلا شهر واحد حتى ولي أمرة المدينة وحسنت حاله.
وكان يمر علينا وحوله الخدم والحشم يسيرون بين يديه.
وعن الحسين بن يسار قال: إن الرضا ذكر أن عبد الله المأمون يقتل محمدا الأمين وذلك قبل وفاة هارون الرشيد. فكان كما قال.
ومر يحيى بن خالد البرمكي في منى وهو مغطى وجهه من الغبار فقال أبو الحسن الرضا عندما رآه: (مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة.
فكان من أمرهم ما كان).
وقد سبق أن ذكرنا قصة الشاعر دعبل الخزاعي الذي مدح الرضا بقصيدة فأعطاه الرضا مائة دينار فأراد أن يردها لأنه لم يمدح الرضا إلا قربى ومحبة لآل رسول الله. وقد أخبره الرضا أنه سيصرفها أحوج ما يكون إليها. فكان كما كان عندما هاجمهم اللصوص ثم عفوا عنهم وردوا مالهم بسبب القصيدة إياها كما تقدم. كما ذكرنا أن الرضا أثناء احتفال ولاية العهد أسر إلى أحد خاصته أن هذا الامر لا يتم. فكان كما قال.
وأخبر الرضا هرثمة بن أعين وكان من خدام المأمون وخاصته بسر وطلب منه أن لا يحدث به إلا عند وفاته. قال له: يا هرثمة أنه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدي وآبائي. وقد بلغ الكتاب أجله وإني أطعم عنبا ورمانا مفتونا فأموت.
ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد. ولكن الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول.. يا هرثمة إنما مدفني في الجهة الفلانية، وعين له المكان.
فإذا أنا مت فاعلمه (أي المأمون) بجميع ما قلته لك. وقل له إن أرادوا الصلاة