مجالسهم فقال: يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلاء فأعزكم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أفلا تجيبوني؟ قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: ألا تقولون:
أو لم يخرجك قومك فآويناك؟ أو لم يكذبوك فصدقناك؟ أو لم يخذلوك فنصرناك؟
قال: فما زال يقول حتى جثوا على الركب، وقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله قال: فنزلت: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى).
وعن سعيد ابن جبير (إلا المودة في القربى) قال: هي قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى مثلها عن عمرو بن شعيب. ثم ذكر أقوالا أخرى.
قال الطبري: (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب وأشبهها بظاهر التنزيل قول من قال: معناه قل لا أسألكم عليه أجرا يا معشر قريش إلا أن تودوني في قرابتي منكم وتصلوا الرحم التي بيني وبينكم).
تفسير ابن عطية:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قيل: يا رسول الله، من قرابتك الذين أمرنا بمودتهم؟ (فقال: علي وفاطمة وابناهما).
وقيل: هم ولد عبد المطلب. قال ابن عطية: وقريش كلها عندي قربى وإن كانت تتفاضل. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ومن مات على بغضهم لم يشم رائحة الجنة) بعض الأحاديث التي وردت في آل البيت وقد وردت في آل البيت أحاديث كثيرة. وأول آل البيت علي كرم الله وجهه، صهر النبي المصطفى وختنه وأخوه في الدنيا والآخرة. وسنكتفي ببعض الأحاديث التي وردت في الصحيحين والسنن.
من مناقب علي (رضي الله عنه وكرم وجهه) مناقب الإمام علي في صحيح البخاري: عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه) قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم