فلما كان يوم الاثنين بروزا إلى الصحراء وخطبهم الرضا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه وآله ودعا بالسقيا والغيث، وقال: وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارهم.
فاجتمعت الغيوم لساعتها وأرعدت وأبرقت، فتحرك الناس، فقال الرضا: على رسلكم أنها الناس فليس هذا الغيم لكم، إنما هو لبلد كذا. فمضت السحابة وعبرت ثم أتت أخرى فتحرك الناس فقال لهم: وهذه ليست لكم وإنما هي لبلد كذا حتى مرت عشر سحائب فلما جاءت الحادية عشرة قال لهم: هذه بعثها الله لكم فاشكروا الله على تفضله عليكم وقوموا إلى مقاركم ومنازلكم فإنها مسامتة لرؤوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا مقاركم ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله عز وجل (1).
ونزل المطر غزيرا وعظمت البركة بدعاء الإمام علي الرضا.
وذكر الجويني (2) أن أبا النضر المؤذن النيسابوري أصابته علة شديدة وثقل عليه الكلام، فذهب إلى الرضا لزيارته ودعا الله عنده وتوسل به. فرأى الإمام الرضا في المنام يقول له: قل لا إله إلا الله. فأومأت إليه كيف أقول ذلك ولساني منغلق، فصاح أتنكر قدرة الله.. قل لا إله إلا الله، فقلتها وانطلق لساني ولم ينغلق بعدها.. وأكثرت من لا إله إلا الله).
وذكر أن زيد الفارسي أصيب بالنقرس الشديد في رجليه فلم يستطع أن يصلي قائما، فزار الرضا ودعا الله عنده فذهب عنه النقرس.
قال الجويني والحوادث التي رويت في هذا الباب كثيرة ومتواترة إلى يومنا هذا.. وكثيرا ما يفرج الله الهم وتقضى الحوائج بدعاء الله الكريم والتوسل بنبيه وآل بيته.
* * *