من المستشرقين دون ترو ولم ينسبها لهم بل نسبها لنفسه، ومن ذلك تعليله لحب المأمون لآل علي وتوليته علي الرضا ولبسه الخضرة شعار العلويين وضرب الدراهم والدنانير باسم الرضا وتزويجه لابنته.
يقول الدكتور حسن إبراهيم: (وليس من عجب في ذلك. فقد كان المأمون نفسه متأثرا بالعقائد الفارسية لأن أمه كانت خراسانية).
وما دخل العقائد الفارسية المجوسية في هذا كله. إنه الحقد الصليبي الذي جعل بروكلمان وأضرابه يقولون هذا الكلام ثم يأتي أساتذة علم التاريخ من المسلمين من تلامذتهم، فينقلون كلامهم حرفيا دون وعي ولا إدراك.
وكثيرا ما وجدنا كلام بروكلمان أو جب أو بارتولد أو فامبري وتعليلاتهم الفاسدة والجاهلة والحاقدة ينقلها للأسف الشديد أساتذة التاريخ في جامعات العالم العربي والاسلامي نقل مسطرة دون وعي ولا تروي.
وهذه الآراء متناقضة تمام التناقض فتارة يدعي أن المأمون أحب آل علي نتيجة تأثره بالعقائد الفارسية المجوسية!!!! لأن أمه كانت فارسية!!؟ وتارة يقول أنه لم يكن يحب الرضا ولا آل علي وإنما فعل ذلك سياسة ليسترضي الخراسانيين..
وفي نفس الوقت يعترف أن وزراء المأمون عارضوا هذه البيعة وأن البيت العباسي بأكمله ثار ضد هذه البيعة، وكادت الخلافة تفلت من يد المأمون بسبب هذه البيعة.. ثم يزعم بعد ذلك أن المأمون هو الذي أمر بوضع السم لعلي الرضا في قطف من العنب وهو الذي سم الفضل بن سهل وزيره الأول.. وكل ذلك ليتخلص من علي الرضا وأنصاره!!.
ولم يكن المأمون بحاجة إلى هذا كله فقد كان يكفيه أن يولي ابنه العباس أو أخاه المعتصم ولاية العهد فيستقر له الامر كما أحب.. وعلي الرضا لا قوة له ولا شوكة.. وإن تحرك فعل به كما فعل بآبائه من قبل.. مع أن التاريخ يشهد أن الإمام علي الرضا كان زاهدا في الخلافة كل الزهد وأنه رفضها عندما عرضها عليه المأمون ولم يقبلها إلا بعد إلحاح شديد منه.