واعلم يا أمير المؤمنين: كل البارد في الصيف والحار في الشتاء والمعتدل في الفصلين (وهو كلام مبني على النظرية اليونانية في البارد والحار والرطب واليابس.
وبما أن الصيف حار كان من المنطقي أن يأكل البارد وعكسه في الشتاء، والمعتدل في الخريف والربيع لاعتدال الجو فيهما).
وابدأ أول الطعام بأخف الأغذية التي تغتذي بها بدنك بقدر عادتك وبحسب طاقتك ونشاطك وزمانك الذي يجب أن يكون أكلك في كل يوم عندما يمضي من النهار ثمان ساعات أكلة واحدة أو ثلاث أكلات في يومين. تتغذى باكرا في أول يوم ثم تتعشى فإذا كان اليوم الثاني فعند مضي ثمان ساعات من النهار أكلت أكلة واحدة، ولم تحتج إلى العشاء، كذا أمر جدي محمد صلى الله عليه وسلم عليا عليه السلام في كل يوم وجبة، وفي غده وجبتين. وليكن ذلك بقدر لا يزيد ولا ينقص. وارفع يديك من الطعام وأنت تشتهيه، وليكن شرابك على أثر طعامك من الشراب الصافي العتيق مما يحل شربه، والذي أنا واصفه فيما بعد.
فصول السنة:
ونذكر الآن ما ينبغي ذكره من تدبير فصول السنة وشهورها الرومية الواقعة فيها، في كل فصل على حدة، وما يستعمل من الأطعمة والأشربة، وما يجتنب منه، وكيفية حفظ الصحة من أقاويل القدماء.
أما فصل الربيع فإنه من روح الزمان. وأوله:
مارس (آذار) وعدة أيامه ثلاثون يوما. وفيه يطيب الليل والنهار، ويلين الأرض، وتذهب سلطان البلغم، ويهيج الدم. ويستعمل من الغذاء اللطيف