الشافعي في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات وأصاب أهل بيته من المصيبة ما أصابهم، سمعوا قائلا يقول: يا آل بيت رسول الله، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فثقوا، وإياه فأرجوا، فإن المصاب من حرم الثواب. فكانوا يرونه الخضر جاء يعزيهم بالنبي صلى الله عليه وسلم) (1).
ثم قال: (وقد يجمع الله في الوقت شخصا أو نوعا من النعمة التي توجب شكرا أو المحنة التي توجب صبرا. كما أن سابع عشر من شهر رمضان فيه كانت موقعة بدر، وفيه كان مقتل علي رضي الله عنه، وأبلغ من ذلك: أن يوم الاثنين في ربيع الأول مولد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه هجرته وفيه وفاته) (2).
ثم قال: (ويستحب صوم التاسع والعاشر (من شهر المحرم) ولا يستحب الكحل، والذين يصنعونه من الكحل من أهل الدين لا يقصدون به مناصبة أهل البيت، وإن كانوا مخطئين في فعلهم، ومن قصد منهم أهل البيت بذلك أو غيره، أو فرح، أو استشفى بمصائبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي) لما شكا إليه العباس أن بعض قريش يجفون بني هاشم. وقال: (إن الله اصطفى قريشا من بني كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم). وروي عنه أنه قال: (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله (إياي)، وأحبوا أهل بيتي لحبي) وهذا باب واسع يطول القول فيه).
كلام ابن تيمية في حقوق آل البيت وأن بغضهم علامة الكفر والنفاق قال ابن تيمية في الفتاوي الكبرى (4):