الحسين السبط، ومعدن العلم: آل البيت.
وعندما خرج الامام زيد بن علي على هشام بن عبد الملك الأموي بعد أن بلغ السيل الزبى وزادت جرائمه وقام أهل العراق بمبايعة زيد سرا، كان الإمام أبو حنيفة من أوائل من شجع تلاميذه والناس عامة للانضمام لثورة الامام زيد، مع أن كثيرا من آل البيت كانوا يتخوفون من نكث أهل العراق لبيعتهم للامام زيد.
وقد كتب عبد الله بن الحسن المثنى الذي كان يكبر زيد سنا خطابا هذا نصه:
(أما بعد، فإن أهل الكوفة نفخ في العلانية، خور في السريرة، هرج في الرخاء، جزع في اللقاء، تتقدمهم ألسنتهم، ولا تشايعهم قلوبهم، ولقد تواترت إلي كتبهم بدعوتهم فصممت عن ندائهم، وألبست قلبي غشاء عن ذكرهم، يأسا منهم، واطراحا لهم، وما لهم مثل إلا كما قال علي بن أبي طالب: إن أهملتم خضتم، وإن حوربتم خرتم، وإن اجتمع الناس على إمامة طعنتم، وإن أجبتم إلى مشقة نكصتم) (1).
وقد بعث إليه، ابن أخيه الإمام جعفر الصادق خطابا مماثلا.. ولكن الامام زيد رأى أن ظلم هشام بن عبد الملك قد جاوز الحد، وأنه لا عذر له في الثورة ضده ما دام قد بايع له ثلاثون ألفا من أهل العراق.
وقد نكصوا كلهم عند الجد ولم يبق معه إلا عدة أهل بدر فصبروا في القتال وانهزم الجيش الأموي اللجب عند الالتحام فاستخدموا السهام حتى أصابوا الامام زيد بسهم كانت فيه شهادته.
يقول الشيخ أبو زهرة (2): (ولقد كان العلماء يعتبرون ثورة زيد على الطغيان الأموي ثورة أهل العلم والزهادة والنسك عليهم حتى أن بعض المؤرخين يذكر أن الذين قاتلوا مع زيد كانوا من القراء والفقهاء، وأن الآخرين تخلفوا عنه. وقد قال أبو حنيفة، ضاهأ خروجه خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر. فقيل له: لم تخلفت