يقول الشيخ أبو زهرة في كتابه: الشافعي (1):
(ولكن الشافعي مع هذه الآراء كان ككل مسلم تقي يحب آل النبي صلى الله عليه وسلم وعترته الطاهرة المباركة، وتلك نزعة مخلصة تصيب قلب المسلم المحض، ولقد روينا لك عن الشافعي ما يدل على ذلك، وأنه كان لا يبالي أن يرمى بأنه رافضي إذا كان محب لآل محمد رافضيا:
إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي (ولقد اتهم كما رأيت من حياته بانضمامه للعلويين الذين خرجوا على الرشيد، بل قيل إنه بايع من اختاروه إماما، ولا ندري أكانت هذه التهمة ناشئة عن شبهة، وهي اشتهاره بحب آل النبي ومجاهرته بذلك، أم كانت التهمة منبعثة من وقائع ثابتة صحيحة. ولعله كان يؤلمه ما نزل بالعلوية من الاضطهاد وهم آل النبي ومنهم عترته، فدفعه ذلك إلى الخروج مع الخارجين،.... وكما اتهم بخروجه بسبب محبته لعترة النبي صلى الله عليه وسلم، على أقرب الفروض الثلاثة إلى ما يقوله الجمهور، قد اتهم أيضا بأنه رافضي بسبب إعجابه بعلي رضي الله عنه..
(أما إعجابه بعلي فأمر قد تضافرت به الاخبار عنه، أنه ذكر علي بن أبي طالب في مجلسه فقال رجل: ما نفر الناس عن علي إلا لأنه كان لا يبالي بأحد.
فقال الشافعي رضي الله عنه: كان فيه أربع خصال لا تكون خصلة واحدة للانسان إلا يحق له ألا يبالي بأحد: إنه كان زاهدا، والزاهد لا يبالي بالدنيا وأهلها، وكان عالما والعالم لا يبالي بأحد، وكان شجاعا والشجاع لا يبالي بأحد، وكان شريفا والشريف لا يبالي بأحد.
(ولقد قال في علي رضي الله عنه: (وكان علي كرم الله وجهه قد خص بعلم القرآن والفقه لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه وأمره أن يقضي بين الناس وكانت قضاياه ترفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيمضيها)).
وقد قيل للإمام أحمد بن حنبل أن يحيى بن معين ينسب الشافعي إلى الشيعة.