الدواء وقبض فان فيه حرارة وبرودة أو حلل ولزج فان فيه زبدية ونارية وكذا إذا أسهل غير محكم الدق كالسقمونيا أو فتح فإن لم يغسل كالهندبا أو أصلحه التطويل والغسل فلم يغث ولم يكرب كاللازورد أو حلل من خارج ولم يفعل من داخل كالكسفرة فإنك تعلم في مثل هذه أن الجزء الحار ضعيف لم يبق مع الحرارة الداخلة إلى حين الفعل (الثالثة) في الافعال الداخلة في تركيب المفردمن غير علاقة بالبدن كتحليل البسفايج للدم الجامد واللبن وتجميده لهما فان كلا من الفعلين بجوهره يضاد الآخر وكظهور أجزاء البدن الثلاثة بالعلاج فإنه دليل على تركبه منه وكانعقاد العسل بالبرد لما فيه من الماء ومن الحر لما فيه من الأرض وكرسوب العصارات وصفائها إلى غير ذلك.
(الرابعة) وهو أنا إذا جهلنا مزاج شئ مفرد وضعنا منه قدرا معينا في القرعة وركبنا الإنبيق وقطرناه فيسيل منه جزء بالضرورة مائع وجزء زبدي ويتخلف آخر ويصعد آخر فالمائع الماء والزبد الهواء والصاعد النار والثابت التراب قياسا على العناصر فيتضح قياس المفرد في نفس الامر.
واعلم أن الله تعالى لما خلق الحرارة وأصلها من الحركة الكونية التي هي القدرة وعلم العلل في الأشياء الساكنات ثم تحرك الحار على البارد بسر ما أودع الباري فيه من الحكمة المذكورة فامتزجا فتولد من الحرارة اليبوسة وتولد من البرودة الرطوبة فكانت أربع طبائع مفردات في جسم واحد روحاني وهو أول مزاج بسيط ثم صعدت الحرارة بالرطوبة فخلق الله تعالى منها طبيعة الحياة والأفلاك العلويات فهبطت البرودة مع اليبوسة إلى أسفل فخلق الله منها طبيعة الموت والأفلاك السفليات ثم اقترنت أجزاء الموتى بأرواحها التي صعدت منها فأدار الله الفلك الاعلى دورة ثانية وامتزجت الحرارة بالبرودة والرطوبة باليبوسة فتولدت العناصر الأربعة وذلك أنه حصل من مزاج الحرارة مع اليبوسة عنصر النار وحصل من مزاج الحرارة مع الرطوبة عنصر الهواء وحصل من مزاج البرودة مع الرطوبة عنصر الماء وحصل من مزاج البرودة مع اليبوسة عنصر الأرض فهذا مزاج العناصر وهو من الازدواج لقوله تعالى (ومن كل شئ خلقنا زوجين) فخلق الله تعالى منه العوالم العلوية وتركب منه المعدن فهو أول المركبات الثلاث ثم أدار الفلك الاعلى على الأسفل دورة ثالثة فتولد النبات والحيوان البهيم ثم أدار الفلك الاعلى على الفلك الأسفل دورة رابعة فتولد الحيوان الناطق الإنساني وهوآخر المركبات وتقدم الكلام على ذلك مجملا ومفصلا (ومنها) طرد الهوام عن المساكن وكثيرا ما اعتنت به الأوائل وأفرد بالتصنيف والأعم منه ما اشتدت نكايته كالحيات ويجب على كل ساكن منزل أن يرشه بالنوشادر وطرح القار والحسك والقطران لمنعها مطلق الهوام. ومما يختص بطرد الحية أظلاف الماعز وقرون الأيل وشعر الانسان والزرنيخ وثوب الأفعى بخورا وكذا الاخثاء كلها والعقارب بها وبالكبريت وشحم الماعز ورش الحلتيت محلولا بماء الفجل مجرب والبراغيث بطبيخ الدفلى والسذاب وشحم القنفذ ودم التيس والحنظل والبق بخشب الصنوبر وزبل البقر والزاج وحطب التين والشونيز والعشار والحشيش والشهدانج بخورا ورش ماء الترمس والقراد والزلم بالكندس والزرنيخ رشا وبخورا والفأر بها وبالرهج والعنصل كذلك والنمل بدخان الحلتيت والقطران ومرارة الثور والزنابير بالثوم والكبريت والأرضة بريش الهدهد والكركند والفوتنج والسوس بالساذج والافسنتين وقشر الأترج والزعفران والماش وزهر الحناء (ومنها الخواص) والمراد بالخاصية كل فعل لا يتخلف