الثمر وتعهد بالعرف من طاب عنه الخبر وحسن منه الأثر فصل من رسالة في وصف المتصيد والصيد وخيلنا كالأمواج المتدفقة والأطواد الموثقة متشوقة عاطية مستبقة جارية تشتاق الصيد وهي لا تطعمه وتحن إليه كأنه قضيم تقضمه وعلى أيدينا جوارح موللة المخالب والمناسر مدربة النصال والخناجر طامحة الألحاظ والمناظر بعيدة المرامي والمطارح زكية القلوب والنفوس قليلة القطوب والعبوس سابقة الأذناب كريمة الانساب صلبة الأعواد قوية الأوصال تزيد إذا طمعت شرها وقرما وتتضاعف إذا شبعت كلبا ونهما فبينا نحن سائرون وفي الطلب ممعنون إذ وردنا ماء زرقا جمامه طامية أرجاؤه يبوح بأسراره صفاؤه ويلوح في قراره حصباؤه وأفانين الطير به محدقة وغرائبه عليه واقعة متغايرة الألوان والصفات مختلفة اللغات والأصوات فمن صريح خلص وتهذب نوعه ومن مشوب تهجن عرقه فلما أوفينا عليها أرسلنا الجوارح إليها كأنها رسل المنايا أو سهام القضايا فلم نسمع إلا مسميا ولم نر إلا مذكيا وعدنا لشأننا دفعات وأطلقناها مرات فصل منها ثم عدلنا من مطارح الخيام إلى مسارح الآرام نستقري ملاعبها ونؤم مجامعها حتى أفضينا إلى أسراب لاهية بأطلائها راتعة في أكلائها ومعنا فهود أخطف من البروق وألقف من الليوث وأمكر من الثعالب وأدب من
(٣٠١)