إلى يومنا هذا. والدليل على ذلك يا أخي. انظر إلى (ميزان الذهبي) عند ترجمته لأبان بن تغلب من جزئه الأول فإنكم ترونه يقول (ولقد كثر التشيع في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة من الآثار النبوية وهذه معه بينة).
المؤلف: مقاطعا السيد (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم). أين نذهب بمفاد هذه الآية؟
السيد البدري: على كيفك - (رويدا) - على كيفك يا أخي أنتهي من إثبات الأدلة وأبين لك توجيه ومفاد الآية الكريمة.
ومنها: ذهاب السنن الدالة على إمامة الإمام علي عليه السلام إن هو قاتلهم وقتلهم يختفي الحق ملتبسا لا يعرف أين هو، ولذلك ترونه قد رضي عليه السلام بالهدنة عندما رفع أهل الشام المصاحف في صفين فانخدع بذلك جم غفير من أهل العراق فكان عليه السلام بإمكانه أن يقلب الصف على الصف لكنه عليه السلام آثر ذلك لأنه أهون الضررين لعلمه عليه السلام برجوع الكثير منهم إلى الحق بعد خروجهم عليه فمثل هذه النتائج القيمة والغايات الحسنة أوجب ترك قتالهم وأوجب مهادنتهم.
ومنها: إن ترك علي عليه السلام قتال القوم لا يوجب الرضا بتقدمهم عليه ولا يقتضي سقوط حقه في الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وإلا لزم أن يكون النبي صلى الله عليه وآله بتركه قتال المشركين عام الحديبية، ومحو اسمه من النبوة معزولا عن النبوة، وراضيا بما ارتكبه المشركون، وكان يومئذ أربعمائة وألف رجل على ما أخرجه البخاري في صحيحه (1) في غزوة الحديبية على قتالهم، فإذا صح لديكم هذا وقلتم بسقوط حق النبوة من رسول الله صلى الله عليه وآله صح لكم ذاك وهذا معلوم البطلان، وذاك منه باطل