الثالث ابن خالة إبراهيم نبي الله تعالى لوط عليه السلام، إذ قال لقومه على ما حكاه الله تعالى في سورة هود عليه السلام (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) (1).
فإن قلت لي كان له بهم قوة فقد كذبت القرآن، وإن قلت لي إنه ما كان له بهم قوة فعلي عليه السلام أعذر.
الرابع: نبي الله يوسف عليه السلام: فقد أخبرنا الله تعالى عنه في قوله في سورة يوسف (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) (2) فإن قلت لي إنه دعي إلى غير مكروه يسخط الله تعالى فقد كفرت، وإن قلت لي إنه دعي إلى ما يسخط الله فاختار السجن فعلي عليه السلام أعذر.
الخامس: نبي الله هارون بن عمران عليه السلام إذ يقول على ما أخبرنا الله تعالى عنه في قوله (يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) (3).
فإن قلت لي: إنهم ما استضعفوه فقد كذبت القرآن، وإن قلت لي إنهم استضعفوه، وأشرفوا على قتله فعلي أعذر.
السادس: كليم الله موسى بن عمران عليه السلام إذ يقول على ما ذكره الله تعالى عنه (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي رب حكما وجعلني من المرسلين) (4). فإن قلت لي: إنه فر منهم من غير خوف فقد كذبت القرآن، وإن قلت لي: فر منهم خوفا فعلي عليه السلام أعذر.