السابع: سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث هرب إلى الغار فإن قلت لي: إنه صلى الله عليه وآله هرب من غير خوف فقد كفرت وإن قلت لي إنهم أخافوه وطلبوا دمه. وحاولوا قتله فلم يسعه غير الهرب فعلي عليه السلام أعذر.
المؤلف: سماحة السيد من المعلوم لدى جميع الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية أن عليا أشجع الناس وتدعون أنتم الشيعة أن عليا معصوم فلو لم تكن خلافة أبي بكر (رض) حقه لنازعه في ذلك وترك المنازعة - سماحة السيد - مخل بالعصمة وأنتم الشيعة توجبونها في الإمام وتعتبرونها شرطا في الصحة.
السيد البدري: أولا: إن ترك علي عليه السلام منازعة أبي بكر (رض) بالحرب والقتال لا يكون مخلا بعصمته ولا بأشجعيته، ولا يدل على صحة ما قام به أقوامهم وبطلانه واضح لا يشك فيه من له عقل أو شئ من الدين ثانيا: كان في توقف الإمام علي عليه السلام عن حربهم وقتالهم منافع عظيمة وفوائد جليلة حصرت المدارك والأفهام عن الوصول إليها منها:
إنه لو قاتلهم لتولد الشك من النائين عن المدينة وغيرها من البلدان الإسلامية بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وذلك لعلمهم بأن القتل والقتال لا يقع إلا على طلب الملك والزعامة الدنيوية، لا على النبوة والإمامة والخلافة فيوجب ذلك وقوع الشك في صحة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله لا سيما وهم جديدو عهد بالإسلام خاصة إذا لاحظت وجود من يتربص الدوائر بالإسلام من المنافقين، ويريد الوقيعة فيه فهل تجد حينئذ فسادا أعظم من أن يخرج عن الإسلام من دخل فيه بفعل المنافقين وتلبيسهم ذلك الأمر على البله المغفلين؟!!
ومنها: إن ترك قتالهم يومئذ كان سببا لأن يكثر فيهم التشيع وفي التابعين