ويثيب المسئ، إذ لا يجب عليه شئ ولا يقبح منه شئ وإن مرتكب الكبيرة ليس في منزلة بين المؤمن والكافر، وإنه لا يخلد في النار، وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجبان بالسمع لا بالعقل.
والشيعة: يتفقون مع المعتزلة في مسألتي التوحيد والعدل، ويخالفونهم في الثلاثة الباقية، ويقولون في مسألة مرتكب الكبيرة ومسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما تقول الأشاعرة، وينفردون عن المعتزلة والأشاعرة معا في مسألة الوعد والوعيد حيث ذهبوا إلى أن الله سبحانه وتعالى يفي بالوعد ولا يجب عليه الوفاء بالوعيد، فله أن يعفو عن المذنب، ولا يحق له بحكم العقل أن يخلف وعده مع المحسن. انتهى.
فالفرقة الناجية هي الشيعة الإمامية، لأنها واحدة في أصول الدين وفروعه فقول النبي صلى الله عليه وآله كلها في النار إلا واحدة، لا ينطبق إلا على الشيعة الإمامية.
روى العلامة البحراني في (غاية المرام) عن ابن شهرآشوب عن أبي طالب الهروي من طرق العامة - بإسناده عن علقمة وأبي أيوب: إنه لما نزلت: (ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) قال النبي صلى الله عليه وآله لعمار: (إنه سيكون من بعيد هناة حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضا، وحتى يتبرأ بعضهم من بعض فإذا رأيت فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب، فإن سلك الناس كلهم واديا فاسلك وادي علي، وخل عن الناس. يا عمار إن عليا لا يردك عن هدى. ولا يردك إلى ردى، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله) (1).