وفرقة غلوا فيك وهم الضالون، يا علي أنت وأتباعك في الجنة، وعدوك والغالي في النار) (1) فهذه الرواية تصرح بأن الفرقة الناجية هي أتباع علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته فلا يبقى مجال لما ذكره عبد القاهر البغدادي من أن الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة.. وأما كلمة (ما أنا عليه وأصحابي) المراد من الأصحاب هم الذين كانوا باقين على خطه صلى الله عليه وآله كأبي ذر وسلمان والمقداد وغيرهم وليس أهل السنة والجماعة موافقين لهؤلاء الأصحاب الأجلاء فنقول لم نجد من فرق الأمة من هم على موافقة هؤلاء غير الشيعة الإمامية..
لو درسنا عقائديا جميع الفرق الأخرى من حيث الأصول المعتزلة واستحقوا بها اسم الاعتزال خمسة:
1 - التوحيد: أي أن الله واحد بذاته وصفاته، فصفاته عين ذاته.
2 - العدل: أي أن الإنسان مخير غير مسير.
3 - المنزلة بين المنزلتين: أي أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المؤمن والكافر.
4 - الوعد والوعيد: إن الله إذا وعد بالثواب على الخير فوعده واقع.
5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان بالعقل لا بالسمع.
الأشاعرة خالفوا المعتزلة في الأمور الخمسة.
قالوا: إن صفات الله غير ذاته وزائدة عليها، وإن الإنسان مسير غير مخير، وإن الله لا يجب عليه الوفاء لا بالوعد ولا بالوعيد، وله أن يعاقب المحسن