ومن حيث المذاهب كانوا أكثر من عشر مذاهب وبقيت الحالة حاليا على أربعة مذاهب وكل مذهب يشكل فرقة حاليا، فالتناحر والتصادم بين المذاهب الأربعة.
وأما الشيعة الإمامية الاثني عشرية فرقة واحدة وإن الحديث صريح في عصمة تلك الطائفة بدليل أنها لا تزال ظاهرة على الحق دائما وكل من كان ظاهرا على الحق مصيب دائما، وكل مصيب دائم معصوم، فتكون تلك الطائفة معصومة، ودليل كل من صغرى القياس وكبراه قطعي لأنها لو لم تكن معصومة لخالفت الحق مطلقا، خطأ أو عمدا، ولا شئ من خلاف الحق مطلقا بحق، ولما لم تزل ظاهرة على الحق مطلقا ثبت أنها معصومة، ولا قائل بالعصمة لغير الأئمة من البيت النبوي صلى الله عليه وآله بالإجماع هذا أولا.
ثانيا: نحن لم نجد في أدلة المسلمين من القرآن والسنة ما يشير إلى وجوب رجوع الناس إلى واحد من أئمة هذه المذاهب، ولم نجد ما يثبت وجود واحد منهم في زمان النبي صلى الله عليه وآله فكيف يا ترى يمكن حمل الحديث عليهم وهم لا وجود لهم في عصر النبوة وأين هم من عصر النبي صلى الله عليه وآله وقد ولد أبو حنيفة النعمان سنة (80 ه) ومات سنة (150 ه) على ما سجله ابن خلكان في (وفيات الأعيان ص 163، 666 من جزئه الثاني) ويقول في ص 429 من جزئه الأول:
(ولد الإمام مالك سنة (95 ه) ومات سنة (179 ه) والشافعي ولد سنة (150 ه) ومات سنة (204 ه).
والإمام أحمد بن حنبل ولد سنة (163 ه)، ومات سنة (241 ه). فإن كنتم تجدون في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ما يشعر بوجوب رجوع المسلمين في أخذ