نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٩٩
سبحانه هو نفسه الذي اختارهم أنبياء ورؤساء لدول الإيمان، وتبلغوا القرار الإلهي بالذات أو غير مباشر كاختياره تعالى لطالوت ليكون القائد السياسي لبني إسرائيل، فقام نبي بني إسرائيل بإخبار الإسرائيليين بأن الله قد اختار لكم طالوت ملكا، فاحتج الإسرائيليون فزعموا أن طالوت غير جدير بالملك، فبين الله أنه أهل لذلك لأسباب كثيرة منها أن الله زاده بسطة في العلم والجسم ثم إن الفضل بيد الله وهو الأعلم بمن هو جدير بهذا الفضل، وكاختياره تعالى لعلي بن أبي طالب ليكون وليا للأمة بعد وفاة وليها وتبليغه بهذا الاختيار بواسطة محمد على مرأى ومسمع من مئة ألف مسلم في حجة الوداع.
ما هي الغاية من الترشيح الإلهي للقيادة السياسية؟
لأن هدف المحكومين المصفى من الغرض والشهوة هو أن يتولى قيادتهم الأعلم والأفضل والأنسب على وجه الجزم واليقين، وتلك أمور خافية عليهم ويتعذر وفق إمكانياتهم أن يجزموا جميعا بأن هذا أو ذاك هو الأعلم والأفضل والأنسب على وجه الجزم واليقين. فرحمة من الله تعالى بخلقه المؤمنين بين لهم بأن مرادهم هو فلان... إذا كانوا حقيقة صادقين بالبحث عن الأفضل والأعلم والأنسب، لأن القيادة عملية فنية واختصاص وهي في الغالب خلافة لنبوة، ومن مهام النبوة القدوة والتبليغ والبيان وسعة الصدر بالمحكومين، والقول الفصل، بحيث يلتقي فهمه تماما مع المقصود الإلهي من كل قاعدة من قواعد المنظومة الحقوقية الإلهية.... وتلك أمور لا يمكن أن تترك لأهواء الناس المتباينة وأمزجتهم المختلفة.
وهذا الركن هو الفارق العملي الوحيد الذي يميز الأنظمة الوضعية عن النظام السياسي الإسلامي. فالأنظمة الوضعية تترك الأمر لأهواء الناس واجتهاداتهم لاختيار القيادة السياسية الأعلم والأفضل والأنسب على سبيل الفرض والتخمين لا على سبيل الجزم واليقين الذي يتحصل باتباع النمط الإلهي.
الركن الثاني: الصلة العضوية بين العقيدة الإلهية وقيادتها ما أنزل الله كتابا إلا على عبد، ولا خص البشرية بهداية إلا ومعها هاد ولا
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331