نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٠١
الركن الرابع: موافقة المحكومين ورضاهم الشعب يبحث عن منظومة حقوقية مثلي تحدد له الأهداف العامة والخاصة، وتبين له وسائل بلوغ تلك الأهداف ويبحث عن قيادة سياسية تكون هي الأعلم بالمنظومة الحقوقية وهي الأفضل بين كل الموجودين وهي الأنسب لقيادته وهو حاضر بأمره. فجاءت العناية الإلهية لتنقذه من هذه الحيرة وتبين له أن المنظومة الحقوقية التي تحقق ما يريد هي الإسلام بقرآنه وسنة نبيه قوله وفعله وتقريره. أما القائد الأعلم بهذه المنظومة والأفضل من بين الموجودين والأنسب لقيادة الشعب فهو محمد، وبعد موته هو الذي ينسبه محمد بأمر من ربه، ثم الذي يليه ثم يليه... الخ.
فإن وافق الشعب على هذا التكييف الإلهي للمنظومة الحقوقية وللقيادة السياسية فقد اهتدى ودخل الخير من أوسع الأبواب بعد أن قبل بهذا التكييف الإلهي. وبالتالي يطبقون المنظومة ويوالون القيادة. وإن أبى فإن الله لن يجره جرا إلى الخير إنما يتركه ليجرب ويذوق وبال المعصية، وليحيا حياة ضنكا لأنه عبر عن رفضه للتكليف الإلهي بموالاته لقيادة سياسية غير القيادة التي أرادها ورشحها.
بساطة النظام السياسي الإسلامي كيف تعرف أنك سائر على الدرب الإلهي؟ من يوالي القيادة السياسية التي عينها الله تعالى هو مع الله. فالذين والوا محمدا هم من حزب الله، والذين عادوا محمدا ووالوا غيره هم من حزب الشيطان حتى لو صلوا الليل كله وصاموا العمر كله، لأن الولاية والموالاة هي القول الفصل بعضوية الحزبين، كذلك من يوالي وليه من بعده أو يعاديه يتحدد موقعه بأحد الحزبين وبحجم هذه الموالاة سلبا كانت أم إيجابا.
لقد كانت الموالاة لمحمد هي الميزان الحق بين الصادق والكاذب. فقد بنى أناس المساجد وصلوا وأنفقوا واعتذروا عن عدم خروجهم مع الرسول، ولكنه تعالى وسمهم بالنفاق لأن ولاءهم لمحمد ليس صحيحا.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331