نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٠٠
أرسل رسالة إلا برسول. فالصلة عضوية بين الكتاب والهداية والرسالة من جهة وبين العبد والهادي والرسول من جهة أخرى. فلا بد من بيان الكتاب وتوضيح الهداية والرسالة وسياسة الاتباع بمقتضاها، ولتكون الفسحة الواقعة بين البداية والنتيجة محطة ترجمة ونقل للمضامين من النص إلى التطبيق، وبالتالي تجربة غنية تثري الرسالة والكتاب والهداية وتبين ما فيها ولو كان مجديا العكس لأرسل الله نسخا من كتبه السماوية لكل واحد من المكلفين، لكنها عملية فنية واختصاص. فمحمد بالذات هو الفني وهو المختص الأوحد ببيان الإسلام بيانا يقينا يتطابق مع المقصود الإلهي في كل نص من النصوص، وهو بالذات الأعلم بالرسالة والكتاب والهداية، وهو أفضل أتباعها وهو الأنسب لقيادة هؤلاء الأتباع سياسيا، وسياستهم وفق أحكامها ومن ينسبه النبي لخلافته بناء على أمر ربه هو بالذات المؤمل لإدامة هذه الصلة العضوية بين العقيدة الإلهية وبين قيادتها السياسية.
الركن الثالث: المنظومة الحقوقية الإلهية الإمام أو القائد السياسي في النظام السياسي الإسلامي ليس حرا ليحكم برأيه إنما هو مقيد بالمنظومة الحقوقية الإلهية، بحيث يكون حكمه في أي أمر من الأمور متطابقا تماما مع الإرادة الإلهية بحيث يكون التكييف هو عين التكييف الإلهي والمضمون عين الحكم الإلهي، لأن المنظومة الحقوقية هي من صنع الله وهي بمثابة القانون النافذ الواجب تطبيقه على كل الداخلين في ولاية الإمام أو القيادة السياسية وهذه المنظومة الحقوقية ليست من صنع القائد ولا من صنع المحكومين إنما هي من صنع الله. وما يبدو لنا أنه من قول محمد ما هو في الحقيقة إلا ثمرة وحي إلهي وبيان لما أنزله الله. وهذا فارق آخر بين النظام السياسي الإسلامي وبين الأنظمة الوضعية.
فالأنظمة تسن بنفسها قوانينها وتلزم المحكومين على اتباعها، بينما في النظام الإسلامي الله هو الذي يضع المنظومة الحقوقية ويلتزم الحاكم والمحكوم باتباعها تحت إشراف الله. فالذين ينفذون القوانين ليسوا عبيدا للحاكم إنما الحكام والمحكومين عبيد الله ينفذون أوامره ويخضعون له وحده ولا لسواه.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331