نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٤٢
(صلى الله عليه وآله): " يا علي هم أنت وشيعتك " (1)، ولأن الشيعة حزب معارضة، فهي تشكك بشرعية السلطة القائمة في كل زمان إن لم يكن إمامها ورئيسها من أهل بيت النبوة. فلذلك حدثت حالة من سوء الظن بين الشيعة والسلطة، وتعمقت هذه الحالة حتى تحولت إلى خصومة، فعداوة تمخضت عن الحقد المتبادل بين السلطة - أي سلطة - والشيعة طوال التاريخ.
فحاولت الشيعة كأفراد وجماعة أن تثبت أن السلطة قوة غاشمة وغالبة اغتصبت الأمر من أهله وفرضت نفسها على الأمة بحكم القوة والغلبة، وأنها حرمت المسلمين والإنسانية من الاستفادة من الحكم الإلهي بسبب حبها للجاه والسيطرة وإيثارها للعاجلة على الآجلة. ووسائل الشيعة بإثبات وجهة نظرها هذه فردية وسرية، لأن السلطة صادرت حرية الشيعة طوال التاريخ ولاحقتهم وطاردتهم وضيقت عليهم الخناق.
وبالمقابل فإن السلطة القابضة بأيديها على زمام كل شئ في المجتمع، صادرت حرية الشيعة بطرح وجهة نظرها، واتهمت الشيعة بأنها خارجة على الجماعة، وشاقة لعصا الطاعة، وأحيانا اتهمتها بالمروق والرفض والزندقة والكفر.... الخ. وكانت وجهة نظر السلطة بالشيعة متاحة للجميع وتنقلها كافة وسائل إعلام السلطة بحرية ويروج لها العلماء المتعاونون مع السلطة فصورت السلطة الشيعة بأبشع الصور، وعمقت الهوة بين الشيعة والأمة، وماتت أجيال وجاءت أجيال فتصورت الأجيال اللاحقة أن التهم التي ألصقتها السلطة بالشيعة صحيحة، فأخذت تردد نفس التهم وتعزف على ذات الوتر بحكم التقليد والشيعة محتسبة صابرة ومثابرة وواثقة أن اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق ليس ببعيد.

(١) سورة البينة آية ٧، وراجع الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص ٩٦ وراجع الدر المنثور للسيوطي ج ٦ ص ٣٧٩، وراجع تفسير الطبري ج ٣ ص ١٤٦ وفتح القدير للشوكاني ج ٥ ص ٤٧٧، وروح المعاني للآلوسي ج ٣٠ ص ٢٠٧، وغاية المراجع باب ٢٨ من العقد الثاني ص ٣٢٨ وفرائد السمطين ج ١ ص ١٥٦، والمناقب للخوارزمي الحنفي ص ٦٢ و ١٨٧ والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ١٠٧..... الخ وراجع ملحق المراجعات ص ٦٢.
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342
الفهرست