لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٩٠
لقد بدأ الانحراف يبدد التصور الأموي والعباسي، للعنصر الأعجمي. وظنا أنهما ملكا الشعوب والأعراف الأخرى، بعروبتهما وإسلامهم. فراحا، يكبران أمر العروبة، فارضين أعرافهما على الشعوب الأخرى. والعنصر الفارسي العريق في الحضارة والتمدن، لم يكن ليسمح للعربي بأن يستذله ويستعبده. لذلك اشرأبت الفتنة بعنقها، وطلت. فانبعث الصراع بين النزوع الأموي وبعده العثماني القومي وبين النزوع الفارسي، الذي كان مستاء من الانحراف في الخلافة، منحازا بذلك إلى محور آل البيت (ع)! يقول الأستاذ مرتضى المطهري (29).
(وإن أكثر أهالي طبرستان وشمال إيران كانوا لم يتعرفوا على الإسلام إلى ما بعد القرن الثالث ولذلك فهم كانوا يحاربون عساكر الخلفاء. وبقي أكثر أهالي كرمان إلى ما بعد عهد الأمويين على المجوسية. وكان أكثر أهل فارس وشيراز على عهد الاصطفري (صاحب كتاب المسالك والممالك) من المجوس).
ولم يكن التشيع من إبداع الفرس إلا عند مهرجي التاريخ، والعرب سباقون إلى التشيع. وهم الذين أدخلوه إلى فارس. والدليل على ذلك، إن معظم علماء السنة الكبار في التفسير والحديث والأدب، واللغة. هم من فارس. وبقيت إيران على السنة الأموية في سب علي (ع) ولعنه في المساجد وعلى المنابر. بل إن بعض المدن الإيرانية رفضت أن تحيد عن لعن الإمام علي (ع) في عهد عمر بن عبد العزيز. وأبت الاستجابة لقراره كأصفهان!.
وارتبط الفرس بعدها بالأئمة، وقدموا كل من ينتسب إليهم من (السادة) العرب. وأحيوا اللغة العربية أكثر من العرب. ومنهم روادها الكبار مثل سيبويه النحوي، وصاحب القاموس المحيط الفيروزآبادي، والزمخشري رائد البلاغة وخصتهم النبوءة الرسولية، بمديح خاص وربطت مصير الإسلام بهم. ومما ورد فيهم من القرآن، إنهم القوم الذين قال فيهم الله تعالى: (وإن تتولوا يستبدل

(٢٩) (الإسلام وإيران) (ج ١ ص ٩٢) ترجمة محمد هادي اليوسفي الغروي قسم العلاقات الدولية منظمة الإعلام الإسلامي.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405