(الجمل) وصفين، والنهروان وكربلاء. وهي حروب إسلامية بين الشيعة ومعارضيهم من العرب.
ويرى أصحاب هذه الرؤية، إن سبب ذلك راجع، لضعف الفرس أمام العرب، وعجزهم عن الاستقلال الذاتي. فكانوا يعملون على دعم تيار أهل البيت (ع) من أجل القضاء على دولة الخلافة، كتمهيد لاستقلالهم بينما التاريخ يثبت أن الفرس استطاعوا بعد مئة سنة من فتح (فارس) بناء قوة عسكرية. هذه القوة هي التي أسقطت الدولة الأموية وسلمتها للعباسيين. وكانوا حريين بأن يستبدوا بها، أو لا أقل، يلتمسوا من خلالها استقلالهم الذاتي. ولم يكن الفرس يخططون للاستقلال عن الخلافة إلا في العصور المتأخرة، حيث بات وضع الخلافة نزاعا إلى العروبة أكثر من التزامه الإسلامي! وبعد ما واجهه الأعاجم من مضايقات وانتهاكات لحقوقهم في ظل الخلافة العثمانية المتأخرة!.
وبقي أغلبية المجوس على دينهم طوال الخلافة، حتى إذا استقلوا دخل أغلبهم إلى الإسلام، وحسن إيمانهم.. فقد بدأ الاستقلال السياسي منذ أوائل القرن الثالث الهجري، وكان كثير من الفرس باقين إلى ذلك الحين على ما لهم من دين من المجوسية والمسيحية والصابئية وحتى البوذية) (26) بينما إيران في زمن استقلالها، وبالضبط في العهد الصفوي، دخل أغلبها الإسلام (27).
وبقي الفرس المسلمون، متشددين ضد الأفكار الثنوية والمجوسية إلى أن أسقطوا آخر قلاع الإمبراطورية الإيرانية ليعيدوا للإسلام مجده ويحرروا (اللغة) و (التاريخ) العربيين من الأسر (الشاهنشاهي) ولم تكن لدى الفرس مواقف غير متوازية في تعاطفهم مع الأئمة. وأمهاتهم. ولم تكن (شهربانويه) بأفضل من (نرجس الرومية) أم الإمام المهدي، في التصور الفارسي الإسلامي (28).