لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٨٣
فارس، كل يأخذ العطاء، مع مثلهم من أبنائهم وعبدانهم، لا يعرفون عليا ولا قرابته، ولا عمارا ولا سابقته، ولا الزبير ولا صحابته. فإياك يا عمار أن تقعد غدا في فتنة تنجلي، فيقال هذا قاتل عثمان، وهذا قاتل علي) (21).
وهذا التحذير لم يجد من تحرك عمار، في الكشف عن عورات الجهاز الأموي في خلافة عثمان. لقد جاء معاوية ووجه خطابه لجماعة من الصحابة. ثم خص عمارا بخطاب تقريعي، يحذره فيه من مغبة الاستمرار على (تحريضه) (فإياك يا عمار أن تقعد غدا في فتنة تنجلي) وكان على معاوية، أن يركز على رأس الحربة عبد الله بن سبأ فيما لو كان هو المحرض الحقيقي ضد عثمان. غير أنه ركز على عمار.. وفي ذلك لغز واضح!.
ومن ذلك ما ذكر بن قتيبة (في الإمامة والسياسة): (ثم تعاهد القوم ليدفعن الكتاب في يد عثمان، وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وكانوا عشرة: فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه إلى عثمان، والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار، حتى بقي وحده، فمضى حتى جاء دار عثمان، فاستأذن عليه، فأذن له في يوم شات، فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية، فدفع إليه الكتاب فقرأه. فقال له: أنت كتبت هذا الكتاب؟
قال: نعم قال: ومن كان معك؟ قال كان معي نفر تفرقوا فرقا منك، قال:
من هم؟ قال: لا أخبرك بهم. قال: فلم اجترأت علي من بينهم؟ فقال مروان: يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود (يعني عمار) قد جرأ عليك الناس.
وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه، قال عثمان اضربوه، فضربوه وضربه عثمان معهم. حتى فتقوا بطنه، فغشي عليه، فجروه حتى طرحوه على باب الدار، فأمرت به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله فأدخل منزلها، وغضب فيه بنو المغيرة وكان حليفهم، فلما خرج عثمان لصلاة الظهر، عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة، فقال: أما والله لئن مات عمار من ضربة هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية،

(21) تاريخ الخلفاء (لابن قتيبة) (ج 1 2 ص 38) مؤسسة الوفاء بيروت لبنان.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405