لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٦١
إنني أكتب هذا الكلام بعد أن حاولت جهدي أن أهمش التاريخ للتوحد في المسؤولية. لقد أفسدوا علي غير مرة أمري. حتى ذلك الأمر الذي لم نكن نريد به سوى مقاومة ظلم الواقع.
كنت كلما طرحت سؤالا على نفسي، رأيت شيطانا يعتريني ويقول لي: (دع عنك هذا السؤال. فهل أنت أعظم من ملايين المسلمين الذين وجدوا قبلك.
وهل أنت أعلم من هؤلاء الموجودين حتى تحسم في هذه المسألة).
كنت أعلم أن هؤلاء الملايين لم يطرحوا هذا السؤال على أنفسهم بهذه القوة والإلحاح. وكنت أعتقد رغم ذلك أن المسألة لا تحتاج إلى شهادة أزهرية حتى نحسم فيها. إنها مسألة ظلم بواح. عرفه القاصي والداني من العالم. وهل معرفة الظلم تحتاج إلى عقلية أفلاطونية رفيعة.
ثم لماذا تقولون (ملايين المسلمين) أنا أريد أن تقولوا ملايين (من) المسلمين، هم أصحاب مذهب السنة والجماعة. لأن الخطاب الأول إذا قيل بهذا اللفظ فهو ينطوي إذا على مزاجية خاصة. هي مزاجية الالغاء لملايين المسلمين غير أهل السنة والجماعة، وهم من الشيعة الإمامية والزيدية.. في هذا العالم.
قالوا: (لا مع ذلك فأنت صغير، ولا يجوز على أي حال شق الصف، ومخالفة الجماعة، لأن الرسول صلى الله عليه وآله يقول:
(يد الله مع الجماعة)! وإن أمتي لا تجتمع على ضلالة).
وعلى كل حال، فلم تكن هذه الاعتراضات الوسواسية بالتي تردني عن اندفاعي إلى كشف الحجاب عن الحقيقة المخبوءة. لكن شيئا حز في نفسي وهو هذه الكثرة الغالبة. لقد كبرت في عيني. وصعب علي مخالفتها. لولا أن هداني الله. بيد أن شيئا واحدا جعلني أنتصر عليها ولا أبالي. وهي عندما وجدتها جاهلة. واستحضرت (جديتي) التي ورثتها من فكر (الهجرة والتكفير) فهذا الأخير على علاته، علمني كيف أخالف المجتمع الجاهلي. فهذا احتياط جليل مكنني من الصمود أمام الأمواج البشرية المتدفقة. والتي ليس لها منطق في عالم الحقائق سوى كثرتها.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405