لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٤٨
إن عليا (رض) قال (لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه لرأيتم الرؤوس تنذر على كواهلها) (9).
بل إن معاوية كان يشهد بعلمه وفقهه. وثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس (رض) أن رجلا قال له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية إنه أوتر بركعة فقال: أصاب إنه فقيه (فهذه شهادة ابن عباس وهو من أكابر علماء الإسلام (10).
أما الحسن فلم يكن فتانا مثل الآخرين. إنه رجل مؤمن كباقي المسلمين ليست له ميزة دونهم إلا أنه بن فاطمة بنت رسول الله بل فيه عيب، أنه كان مزواجا مطلاقا. ولكنه حسنا صنع، لما تخلى عن الخلافة لصالح معاوية، ابتغاء حقن الدماء. وهو بذلك يكون أفضل من أبيه. يقول بن عبد الوهاب:
(ومن ذلك انسلاخ الحسن (رض) عن الخلافة لمعاوية. قال أبو عمر بن عبد البر في الإستيعاب في ترجمة الحسن بن علي (رض) كان رحمه الله حليما ورعا، دعاه ورعه (الذي لم يوجد ربما في أبيه) وفضله إلى أن ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله. وقال: والله ما أحب منذ عرفت ما ينفعني وما يضرني أن آتي أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله على أن يهراق في ذلك محجة دم. وكان من المبادرين إلى نصرة عثمان (رض) والذابين عنه. ولما قتل أبوه علي (رض) بايعه أكثر من أربعين ألفا كلهم قد بايعوا أباه عليا قبل موته على الموت. وكانوا أطوع للحسن وأحب فيه منهم في أبيه (11). فبقي نحو سبعة أشهر خليفة في العراق وما وراءها من خراسان.
ثم سار إلى معاوية وسار معاوية إليه.
ولعل بذلك كان هذا العام. هو عام الجماعة، حيث سكت الضمير، وبقي

(9) أقول، ولذلك ما ترك علي (ع) جهدا إلا واستخدمه في قتال معاوية!.
(10) ولما كان معاوية كثير العلم والفقه والفضل، سئل الإمام النسائي عن سبب عزوفه عن تخريج كتاب حول معاوية نظير (الخصائص) فقال: ماذا أقول فيه، (لا أشبع الله بطنك)؟! إنه الشئ الوحيد الذي حصل عليه من فضل من قبل الرسول صلى الله عليه وآله!.
(11) إنها النزعة الناصبية التي لم تفارق الوهابية منذ نشوئها وإلى اليوم.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405