لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٦٢
كنت أطرح دائما على أصدقائي. قضية الحسين المظلوم، وآل البيت (ع) لم أكن أطرح شيئا آخر. فأنا ضمآن إلى تفسير شاف لهذه المأسي. لأنني وبالفطرة التي أكسبنيها كلام الله جلا وعلا لم أكن أتصور، وأنا مسلم القرن العشرين، كيف يستطيع هؤلاء السلف (الصالح) أن يقتلوا آل البيت (ع) تقتيلا! لكن أصحابي، ضاقوا مني وعز عليهم أن يروا فكري يسير حيث لا تشتهي سفينة الجماعة. وعز عليهم أن يتهموني في نواياي.
وهم قد أدركوني منذ سنين البراءة وفي تدرجي في سبيل الدعوة إلى الله. قالوا بعد ذلك كلاما جاهليا. لشد ما هي قاسية قلوبهم تجاه آل البيت (ع) (3).
ومن هنا بدأت القصة!.
وجدت نفسي أمام موجة عارمة من التساؤلات التي جعلتني حتما أقف على قاعدة اعتقادية صلبة. إنني لست من أولئك الذين يحبون أن يخدعوا أو ينوموا.
لا، أبدا، لا أرتاح حتى أجدد منطلقاتي وأعالج مسلماتي! فلتقف حركتي في المواقف، ما دامت حركتي في الفكر صائبة. هنا لا أتكلم عن الأوضاع، الأخرى التي ضيقت علي السبيل. وإعلان البعض غفر الله لهم عن مواقفهم الشاذة تجاه قضية كهذه لا تحتاج إلى أكثر من الحوار!.
إن هذه الفكرة التي انقدحت في ذهني باللطف الإلهي جعلتني أدفع أكبر ثمن في حياتي. وكلفتني الفقر والهجرة والأذى. وما زادني في ذلك إلا إيمانا وإصرارا.
وتذكرت قولة شهيرة للإمام علي (ع) لما قال له أحد شيعته: إني أحبك يا أمير المؤمنين فأجابه: إذا، فأعد للفقر جلبابا!.
إن هذه الطريق، طريق وعرة. فيه تتجلى أقوى معاني التضحية. وفيه يكون الاستقرار والهناء بدعا. فأئمة هذه الطريق ما ارتاح لهم بال ولا قر لهم جنان.
لقد يتموا، وذبحوا، وحوربوا عبر الأجيال!.

(3) وإن الواحد منهم يكفر كل حكومات مصر، لما يذكر مقتل حسن البنا، وسيد قطب. وهم يعلمون أن الذين قتلوا الحسين (ع) وآل البيت (ع) هم أشد كفرا ونفاقا، لكنهم يتأدبون معهم!.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405