لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٦٣
إن قصتي مع الواقع الأمني والاجتماعي لا موقع لها في هذا الكتاب. ولكن التركيز هنا، سيكون على المسألة الشيعية، وما دار حولها من مطارحات وسجالات. لم تكن عندي يومها المراجع الكافية لاستقصاء المذهب الشيعي.
لكنني أسندت ذلك القليل الذي أملكه من كتب الشيعة بدراساتي النقدية والمعقمة، لكتب (أهل السنة والجماعة) قال لي أحد المقربين يوما:
من الذي شيعك، وأي الكتب اعتمدتها؟!.
قلت له: أما بالنسبة، لمن شيعني، فإنه، جدي الحسين (ع) ومأساته الأليمة. أما عن الكتب، فقد شيعني، صحيح البخاري والصحاح الأخرى.
قال كيف ذلك؟.
قلت له: اقرأها، ولا تدع تناقضا إلا أحصيته، ولا (رطانة) إلا وقفت عندها مليا.. إذ ذاك ستجد، بغيتك! كان لدي أخ أصغر مني، يسألني باستمرار عن التشيع. وكنت أقول له: أنت تعرف تقرأ، فعليك بالبحث الشخصي، وإذا أوقفك شئ، ساعدتك. فأنا أضجر من أن أورث للآخرين أفكارا جاهزة. ولعله اليوم وصل!.
ويعلم الله، أنني رسخت قناعاتي الشيعية. من خلال مستندات أهل السنة والجماعة أنفسهم. ومن خلال ما رزحت به من متناقضات. وكان الكتاب أحيانا يتعرض بالشتم والسباب للشيعة. وإذا بي ازداد بصيرة ببراءتهم. كما لا أخفي واقع روحي التي تمزقت، وهي تلهث خلف المخرج من هذه التناقضات. ويشهد الخالق وهو حسبي، أنني كنت أسهر الليالي وأنا أقرأ وأدعو الله أن يجد لي مخرجا، وكان دعائي الذي يلازمني اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه).
في يوم من الأيام لم يبق لي سوى أن أخلع جبة أهل السنة والجماعة. فلم يبق أمامي دليل واحد يسند مصداقية مذهبهم غير أن العادة قبحها الله حالت دوني وبين التغير، وما أصعب المرء وهو يتحول من مذهب لآخر، وما أشد برزخ
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 69 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405