لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٤٤
عصر الخلفاء.
انحاز إلى معسكر معاوية كل من أراد الأموال والضياع. وبقي مع علي (ع) عصبة ما زالت على دين محمد صلى الله عليه وآله وملته. واعتزل الحرب، قوم، تضببت الرؤية في أعينهم، واستعصى عليهم اتخاذ المواقف الحاسمة، وفضلوا الراحة، ومثل هذا الواقع أحدهم قائلا: الأكل مع معاوية أدسم، والصلاة مع علي أتم، والوقوف على التل أسلم).
هذه الفئة كانت متذبذبة، خاذلة للحق! ولعل معاوية كان أوعى دينا من هؤلاء. إذ لما جاء إلى سعد بن أبي وقاص، فقال له: ما منعك أن تقاتل معنا.
حاول أن يلتوي عليه، مبررا ذلك بأنه يأبى الدخول في قتال بين المؤمنين، فرد عليه معاوية بأن ليس إلا فئة مؤمنة وأخرى جائرة، وبأن الواجب الإسلامي يقتضي الوقوف مع أحداهما (175).
هذه العدمية، كانت مرادفة للنفاق والخذلان. في مجتمع عقائدي متمذهب بالإسلام.
باشر معاوية، بإرسال الكتب إلى عمال علي (ع) في الأمصار، يروم استمالتهم. فكتب إلى قيس بن سعد والي علي (ع) على مصر كتابا يقول فيه:
سلام عليك، أما بعد فإنكم نقمتم على عثمان ضربة بسوط أو شتيمة رجل أو تسيير آخر واستعمال فتى، وقد علمتم أن دمه لا يصل لكم، فقد ركبتم عظيما وجئتم أمرا إدا، فتب إلى الله يا قيس، فإنك من المجلبين على عثمان، فأما صاحبك فإنا استيقنا أنه الذي أغرى الناس وحملهم حتى قتلوه، وأنه لم يسلم من دمه عظم قومك، فإن استطعت يا قيس أن تكون ممن يطالب بدم عثمان فافعل وتابعنا على أمرنا ولك سلطان العراقين إذا ظهرت ما بقيت ولمن أحببت من أهلك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان، وسلني ما شئت فإني أعطيك واكتب إلي

(175) - أنظر خصائص الإمام النسائي، وقول سعد، قال صلى الله عليه وآله في علي ثلاث لو كانت لي إحداهن خير لي من حمر النعم.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405