عصر الخلفاء.
انحاز إلى معسكر معاوية كل من أراد الأموال والضياع. وبقي مع علي (ع) عصبة ما زالت على دين محمد صلى الله عليه وآله وملته. واعتزل الحرب، قوم، تضببت الرؤية في أعينهم، واستعصى عليهم اتخاذ المواقف الحاسمة، وفضلوا الراحة، ومثل هذا الواقع أحدهم قائلا: الأكل مع معاوية أدسم، والصلاة مع علي أتم، والوقوف على التل أسلم).
هذه الفئة كانت متذبذبة، خاذلة للحق! ولعل معاوية كان أوعى دينا من هؤلاء. إذ لما جاء إلى سعد بن أبي وقاص، فقال له: ما منعك أن تقاتل معنا.
حاول أن يلتوي عليه، مبررا ذلك بأنه يأبى الدخول في قتال بين المؤمنين، فرد عليه معاوية بأن ليس إلا فئة مؤمنة وأخرى جائرة، وبأن الواجب الإسلامي يقتضي الوقوف مع أحداهما (175).
هذه العدمية، كانت مرادفة للنفاق والخذلان. في مجتمع عقائدي متمذهب بالإسلام.
باشر معاوية، بإرسال الكتب إلى عمال علي (ع) في الأمصار، يروم استمالتهم. فكتب إلى قيس بن سعد والي علي (ع) على مصر كتابا يقول فيه:
سلام عليك، أما بعد فإنكم نقمتم على عثمان ضربة بسوط أو شتيمة رجل أو تسيير آخر واستعمال فتى، وقد علمتم أن دمه لا يصل لكم، فقد ركبتم عظيما وجئتم أمرا إدا، فتب إلى الله يا قيس، فإنك من المجلبين على عثمان، فأما صاحبك فإنا استيقنا أنه الذي أغرى الناس وحملهم حتى قتلوه، وأنه لم يسلم من دمه عظم قومك، فإن استطعت يا قيس أن تكون ممن يطالب بدم عثمان فافعل وتابعنا على أمرنا ولك سلطان العراقين إذا ظهرت ما بقيت ولمن أحببت من أهلك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان، وسلني ما شئت فإني أعطيك واكتب إلي