لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٢٢
وكان محمد بن أبي بكر قد دخل على عثمان، وأخذ بلحيته وقال: قد أخزاك الله يا نعثل! فقال: لست بنعثل ولكني عثمان وأمير المؤمنين. وقال له: ما أغني عنك معاوية وفلان وفلان! وقال له عثمان: يا ابن أخي فما كان أبوك ليقبض عليها. قال محمد: والذي أريد بك أشد من قبضتي عليها، فطعنه في جبينه بمشقص كان في يده. فضربه الغافقي بحديدة، ثم جاء سودان ليضربه، فأكبت عليه زوجته تتقي السيف بيدها. فنفح أصابعها فأطن أصابع يدها وولت.
ووثب عليه كنانة بن بشر التجيبي فقتله.
وهكذا شارك الثوار في قتله ومثلوا به، ومنعوا دفنه في قبور المسلمين وبقي ثلاثة أيام في مزبلة. وانطلق به جماعة من الناس خفية معهم عائشة بنت عثمان ومعها مصباح، حتى وصلوا به حشد كوكب، فحفروا له حفرة، فلما رأته ابنته صاحت، فقال ابن الزبير: والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي فيه عيناك، فدفنوه، ولم يلحدوه بلبن، وحثوا عليه التراب حثوا (148).
لم يكن الثوار من الفئة الواحدة. فمنهم المؤمنون حقا. ومنهم من تضرر بالفقر، والظلم العثماني - ومنهم من جمع بين الإيمان والضرر الاجتماعي.
فكانت ثورة!.
ويذكر ابن الأثير إن من بين القوم من ثار فأخذ ما وجد، وتنادوا: أدركوا بيت المال ولا تسبقوا إليه، وأتوا بيت المال فانتهبوه وماج الناس، وكان هؤلاء هم المتضررين اقتصاديا من سياسة عثمان المالية، وقد وثب عليه عمرو بن الحمق وكان ولا يزال به رمق، فطعنه تسع طعنات، قال: فأما ثلاث منها فإني طعنتهن إياه لله تعالى. وأما ست فلما كان في صدري عليه. وأقبل عليه عمير ابن صامي ووثب عليه وكسر ضلعا من أضلاعه وقال: سجنت أبي حتى مات في السجن (149). وكان قتله في الثامن عشر من ذي الحجة سنة 35 ه‍ في يوم الجمعة

(148) - ابن قتيبة - تاريخ الخلفاء.
(149) - ابن الأثير.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405