لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٢٠
بكر. فرجع الوفد إلى المدينة مجددا (144).
وما أن رجع أهل مصر إلى عثمان وحاصروه، حتى تمخض القوم مرة أخرى على عثمان، واستنكف الجميع عن التوسط له عند الثوار لما رأوا ما رأوا. إلا أقرباؤه وحاشيته.
وذهب مروان إلى عائشة، فقال: يا أم المؤمنين! لو قمت فأصلحت بين هذا الرجل وبين الناس؟ قالت: قد فرغت من جهازي، وأنا أريد الحج. قال:
فيدفع إليك بكل درهم أنفقته درهمين، قالت: لعلك ترى أني في شك من صاحبك؟ أما والله لو وددت أنه مقطع بغرارة من غرائري، وأني أطيق حمله، فأطرحه في البحر (145) والمعروف عن عائشة إنها كانت أكثر تحريضا على عثمان وهي صاحبة كلمة: (اقتلوا نعثلا فقد كفر)!.
وثقل على الإمام علي (ع) أن يستمر في التوسط إليه مع القوم. ذلك لأن الإمام عليا (ع) يدرك أن عثمان هو المسؤول عن مقتله بسبب عصيانه مشورة كبار الصحابة، واقتصاره على الطلقاء.
كان (ع) يدرك أن الجماهير المسلمة غاضبة في الله، وتطلب تحكيم شرعه في قضية الحكم. وأقبل علي (ع) على عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث فقال:
أحضرت خطبة عثمان؟ قال: نعم: أفحضرت مقالة مروان للناس؟ قال نعم فقال علي (ع): أي عباد الله! يا للمسلمين! إني إن قعدت في بيتي قال لي: تركتني وقرابتي وحقي، وإني إن تكلمت فجاء ما يريد يلعب به مروان فصار سيفه له يسوقه حيث يشاء بعد كبر السن وصحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وقام مغضبا حتى دخل على عثمان فقال له: أما رضيت من مروان ولا رضي منك إلا بتحرفك عن دينك وعن عقلك مثل جمل الضعينة يقاد حيث يسار به؟ والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه! واسم الله إني لأراه يوردك ولا يصدرك! وما أنا عائد بعد

(144) - اليعقوبي وابن الأثير في تاريخهما.
(145) - نفس المصدر.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405