لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٦٦
هناك من رأى أن أبا (لؤلؤة) قاتل عمر، كان قد حملته روح الانتقام إلى تنفيذ هذه العملية. وكان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة، وهو نصراني حسب بعض الروايات ومجوسي حسب أخرى. وجاء في (أسد الغابة) إن المغيرة كان يستغله (أي أبي لؤلؤة) كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر فقال: يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل على غلتي، فكلمه يخفف عني فقال له عمر: إتق الله، وأحسن إلى مولاك (إلى أن قال، فاصطنع له خنجرا له رأسان) (84) وهذه الرواية إن صحت، فإنها تظهر مدى الانسحاق الذي عانت منه الفئات الضعيفة، وهذا واحد من الذين امتلكوا الشجاعة لقتله. لكنني أرى عكس ذلك. فأبو لؤلؤة - قد يكون منفذا لهذه المؤامرة التي خطتها، وهندستها عقول كثيرة. ولا أدل على ذلك من مقتل (الهرمزان) وسكوت عثمان على ذلك، وعدم إقامة الحد على عبيد الله بن عمر، الذي راح ينتقم لأبيه من مجموعة أشخاص.
مما اضطر عثمان إلى غلق هذا الملف وعدم إشاعة الأمر. لقد سبق أن أكدنا على النفوذ الذي بقي في حوزة الأمويين والدليل على ذلك أن أبا سفيان لما عرض الخلافة على علي (ع) قال: له (لو شئت لأملأنها عليك خيلا ورجالا) فهذا دليل على النفوذ والقوة التي كانت لا تزال تحتفظ بها الكتلة الأموية. وبقي أبو سفيان حاقدا على عمر وأبي بكر، لولا أنهما رتبا أمر إمارة ابنيه في الشام) (85).
كانت علاقة المغيرة بن شعبة مع الأمويين متينة على الكوفة والمغيرة هذا هو سيد أبي لؤلؤة فيه نظر في السيرة كان عمر قد عزله بعد أن ولاه على البصرة وذلك بعد أن شهد عليه بالزنا (86).
بيد أن عمر، كما سبق أن قلنا، وللسطحية السياسية التي كان يتحلى بها ولاه مرة أخرى على الكوفة مع أن في الصحابة من هو أكثر انضباطا واستقامة.

(84) - أسد الغابة في معرفة الصحابة لعز الدين بن الأثير الجزري (ج 3 ص 674 - 675) دار الفكر.
(85) - يزيد ومعاوية ابنا أبي سفيان.
(86) - أسد الغابة (ص 472 ج 4).
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405