(وكان أهل الشام قد بلغهم مرض أبي بكر، واستبطأوا الخبر، فقالوا: إنا لنخاف أن يكون خليفة رسول الله قد مات وولي بعده عمر، فإن كان عمر هو الوالي فليس لنا بصاحب، وإنا نرى خلعه) (81) وهكذا، لم يكن عمر ليرضي أهل الشام، الذين شربوا في قلوبهم حب بني أمية منذ تولوهم. ولذلك لا بد من التفكير في مخطط (تصفية) لعمر حتى ينزاح عن الطريق. وكان عمر بن الخطاب يواجه معارضتين:
الأولى: - بنو هاشم الذين فضلوا السكوت، حفاظا على وحدة الأمة واستقرارها.
الثاني: - بنو أمية الذين كانوا يتحركون ضمن مشاريعهم، وأهدافهم الخاصة.
ولما قتل عمر، وظن أن الذي قتله قد يكون من طريق آل البيت (ع) أو من جهة أخرى مسلمة من الذين رأوا فيه خطرا على مصالحهم. وكان عمر رجلا شديدا قد ضيق على قريش أنفاسها) (82) ولما طعن، قال لابن عباس، أخرج فناد في الناس أعن ملأ ورضى منهم كان هذا؟ فخرج فنادى، فقالوا: معاذ الله، ما علمنا ولا اطلعنا) ودخل علي بن أبي طالب فقال: يا علي، أعن ملأ منكم ورضى كان هذا؟ فقال علي (ع) ما كان عن ملأ منا ولا رضى. حتى قال (الحمد لله الذي لم يقتلني رجل يحاجني بلا إله إلا الله يوم القيامة) (83).
كان الذي قتله هو أبا لؤلؤة، قيل فارسي. إلا أنه لم يكن قتله لعمر ابن الخطاب، انتقاما من (القادسية) كما يزعم بعض البهلوانيين. إنما شاع عند العرب أن يتهموا الفرس بالمجوسية والحقد على العرب، حتى في عصرنا هذا.
وكان الأمويون يعتمدون على العنصر (الموالي) في دعم نفوذهم. عن طريق العطايا، والشراء. لماذا قتل عمر؟.