عقلي ولا منطقي كقوله: بأن الصلاة لا يمكن الشك فيها لأن رسول الله فعلها طيلة حياته وفي كل يوم خمس مرات، أما الرجم فلا يمكن الاطمئنان إليه لأنه لم يفعله في حياته غير مرة أو مرتين - وكقوله بأن الرسول لا يخطئ عندما يأمره الله بأمره. أما عندكم يحكم بفكره فهو ليس معصوم، ولذلك كان الصحابة يسألونه في كل أم، هل هو من عنده أم من عند الله، فإذا قال هو من عند الله امتثلوا بدون نقاش، وإذا قال هو من عندي، عند ذلك يناقشونه ويجادلونه وينصحونه ويتقبل نصائحهم وآراءهم، وقد ينزل القرآن أحيانا موافقا لآراء بعض الصحابة ومخالفا لرأيه كما في قضية أسرى بدر، وقضايا أخرى مشهورة.
وحاولت بدوري إقناعه ولكن بدون جدوى - لأن علماء أهل السنة والجماعة مقتنعون بذلك وصحاحهم مشحونة بمثل هذه الروايات التي تخدش في عصمة الرسول وتجعل منه شخصا أقل مستوى من الرجل الذكي، أو القائد العسكري، أو حتى شيخ الطريقة عند الصوفية، ولست مبالغا إذ قلت أقل مستوى حتى من الرجل العادي، فإذا ما قرأنا بعض الروايات في صحاح أهل السنة والجماعة يتبين لنا بوضوح إلى أي مدى وصل التأثير الأموي في عقول المسلمين، من عهدهم وبقيت آثاره حتى يوم الناس هذا.
وإذا ما بحثنا الغرض أو الهدف من ذلك فسوف نخرج بنتيجة حتمية ومرة ألا وهي:
أن أولئك الذين حكموا المسلمين في عهد الدولة الأموية وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان، لم يعتقدوا يوما من الأيام بأن محمدا ابن عبد الله، هو مبعوث برسالة من عند الله أو هو نبي الله حقا. وأغلب الظن أنهم كانوا يعتقدون بأنه كان ساحرا وقد تغلب على الناس وشيد ملكه على حساب المستضعفين من الناس وبالخصوص العبيد الذين أيدوا دعوته وناصروه. وليس هذا مجرد ظن فإن بعض الظن إثم ولكن عندما نقرأ في كتب التاريخ لنتعرف على شخصية معاوية وأحواله. وما فعله طيلة حياته