فمن لم يكن علي وليه فليس بمؤمن (1) والذي قال النبي في حقه: علي مع الحق والحق مع علي (2)، وبايع عدو الله ورسوله وعدو المؤمنين الحجاج بن يوسف الفاسق الفاجر، ونحن لا نريد العودة إلى مثل هذه المواضيع، ولكن نريد فقط أن نظهر للقارئ نفسيات البخاري ومن كان على شاكلته فهو يخرج هذا الحديث في باب مناقب المهاجرين وكأنه يشعر من طرف خفي إلى القراء بأن هذا رأي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بينما هو رأي عبد الله بن عمر الذي ناصب العداء للإمام علي.
وسنبين للقارئ اللبيب موقف البخاري في كل ما يتعلق بعلي بن أبي طالب، وكيف أنه يحاول جهده كتمان فضائله وإظهار المثالب له.
كما أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدء الخلق باب حدثنا الحميدي قال: حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا جامع بن أبي راشد حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت، قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
نعم هذا الحديث وضعوه على لسان محمد بن الحنفية وهو ابن الإمام علي بن أبي طالب، وهو كسابقه الذي روي عن لسان ابن عمر، والنتيجة في الأخير هي واحدة ولو خشي ابن الحنفية أن يقول أبوه: عثمان في الثالثة، ولكن رد أبيه ما أنا إلا رجل من المسلمين يفيد بأن عثمان أفضل منه لأنه ليس هناك من أهل السنة من يقول بأن عثمان ليس هو إلا رجل من المسلمين بل يقولون كما تقدم بأن أفضل الناس أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نفاضل بينهم، والناس بعد ذلك سواسية.