فعهد أبي بكر لعمر بالخلافة أمر معلوم لدى عامة الناس، وإذا كان في حياته يعترف له أمام الجميع بأنه أقوى منه على هذا الأمر فلا غرابة أن يسلم له مقاليد الخلافة عند الموت.
وبهذا يتبين لنا مرة أخرى بأن ما يقوله أهل السنة بأن الخلافة لا تكون إلا بالشورى أمر ليس له وجود، ولي له في خيال أبي بكر وعمر أي اعتبار، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفي وترك الأمر شورى بين الناس كما يزعمون، فإن أبا بكر هو أول من هدم هذا المبدأ، وخالف سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعهده لعمر بن الخطاب من بعده.
وأهل السنة دائما تراهم يتبجحون بكل فخر واعتزاز على أنهم يؤمنون بالشورى ولا تصلح الخلافة إلا بها، ويسخرون من قول الشيعة الذين يعتقدون بأنها لا تكون إلا بالنص من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وتسمع أغلبهم ينتقد هذا الاعتقاد على أنه دخيل على الإسلام من قبل الفرس الذين يقولون بوراثة السلطة الإلهية.
وكثيرا ما يستدل أهل السنة بآية وأمرهم شورى بينهم على أنها نازلة بخصوص الخلافة - وعلى هذا فيحق لنا بأن نقول: إن أبا بكر وعمر خالفا الكتاب والسنة معا ولم يقيما لهما وزنا في شأن الخلافة.
س 29: لماذا اشترط عبد الرحمن بن عوف على علي بن أبي طالب أن يحكم بسنة الخليفتين؟
* ج: من هوان الدنيا على الله أن يصبح عبد الرحمن بن عوف هو الذين يتحكم بمصير الأمة بعد عمر فيختار لهم من يشاء ويقصي من يشاء كل ذلك من تدبير عمر الذي رجح كفته على بقية الصحابة، وعبد الرحمن بن عوف هو الآخر من دهاة العرب، ولا شك بأنه من أعضاء الحزب المخطط للخلافة وصرفها عن صاحبها الشرعي وإذا كان البخاري