الوداع وبذلك علم أكثر الصحابة دنو أجله.
س 7: لماذا جهز النبي جيشا عبا فيه وجوه المهاجرين والأنصار من كبار الصحابة وأمرهم بالمسير إلى مؤتة بفلسطين قبل وفاته بيومين؟
* ج: عندما علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمؤامرة التي دبرتها قريش وأنهم تعاقدوا على نبذ العهد بعده وإبعاد علي عن الخلافة، عمد إلى تعبئة هؤلاء ليبعدهم عن المدينة وقت وفاته فلا يرجعون إلا وقد استتب الأمر لخليفته، فلا يقدرون بعدها على تنفيذ مخططهم وليس هناك تفسيرا مقبولا غير هذا لسرية أسامة، لأنه ليس من الحكمة أن يخلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاصمة الخلافة من الجيش والقوة قبل وفاته بيومين فقط.
س 8: لماذا لم يعين النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا في جيش أسامة؟
* ج: لأنه لا ينبغي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب إلا ويترك خليفة ليدبر الأمور بعده، وبما أنه لم يعبئ عليا ضمن ذلك الجيش الذي عبأ فيه وجوه المهاجرين والأنصار بما فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف، فدل هذا التصرف الحكيم بأن عليا هو الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة، ولأن الذين لم يعبوهم رسول الله في الجيش ليس فيهم من يطمع في الخلافة ولا من يبغض عليا ويريد الغدر به.
س 9: لماذا أمر عليهم شابا صغيرا لا نبات بعارضيه؟
* ج: لما كان الحاسدون والغادرون لعلي يتذرعون بصغر سنه وأن عظماء قريش الذين بلغوا الستين لا ينقادون لعلي وعمره لم يجاوز الثلاثين إلا قليلا - فأمر عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسامة وعمره سبعة عشر - لا نبات بعارضيه وهو من الموالي ليا لأعناقهم وإرغاما لأنوفهم، كي يبين لهم أولا ولكل المسلمين ثانيا بأن المؤمن الصادق في إيمانه يجب عليه أن يسمع ويطيع ولو وجد في نفسه حرجا مما قضى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويسلم تسليما - وأين أسامة بن زيد بن حارثة من علي بن أبي طالب أمير المؤمنين