مني على هذا الأمر لكنك غلبتني (1).
وقد أخرج البخاري في صحيحه بأن عمر كان يحث الناس على بيعة أبي بكر فيقول لهم: إن أبا بكر صاحب رسول الله ثاني اثنين وإنه أولى المسلمين بأموركم فقوموا فبايعوه قال أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ: أصعد المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة.
س 28: لماذا عقد أبو بكر الخلافة وعهد بها إلى عمر قبل وفاته؟
* ج: بما أن عمر بن الخطاب هو الذي لعب الدور البطولي في إقصاء علي عن الخلافة بمعارضته العنيفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أولا وبحمل الأنصار على بيعة أبي بكر وفرضها على الناس بكل حزم وشدة حتى وصل به الأمر إلى تهديد بيت فاطمة بالحرق.
وبما أنه كان هو الخليفة الفعلي كما قدمنا فكانت له الكلمة الأولى والأخيرة ولا شك بأنه كان من دهاة العرب فعلم بأن المسلمين وخصوصا الأنصار لا يوافقون على بيعته لطبعه الفظ الغليظ وسرعة غضبه، فعمل على تقديم أبي بكر لهم لأن في طبعه لينا ورقة وهو أسبقهم للإسلام وابنته عائشة هي المرأة الجريئة القادرة على ركوب الصعاب وتغيير الأمور، وهو يعلم علم اليقين بأن أبا بكر طوع يديه ورهن إشارته في كل ما يصبوا إليه.
ولم يكن عهد أبي بكر بالخلافة لعمر يخفى على كثير من الصحابة من قبل كتابته، فقد قال له الإمام علي منذ اليوم الأول: أحلب حلبا لك شطره، واشدد له اليوم ليرده عليك غدا، كما قال آخر لعمر عندما خرج بالكتاب الذي عهد فيه أبو بكر قال له: أنا أعرف ما فيه إنك أمرته عام أول وأمرك هذا العام.